ولما اجتمع خدم القصر عند المساء استبطئوا سيدتهم جوزفين والصبي يوسف، فظنوهما في قصر الأميرة نعمت هانم؛ لأن جوزفين كانت تستأنس بنعمت وتزورها أحيانا ونعمت كانت تودها، ولما انتصف الليل ولم تعد جوزفين أرسلت وصيفتها أحد الخدم لكي يسأل عنها في قصر الأميرة نعمت، فورد الجواب أنها ليست هناك، فقلقوا جدا، فأرسلت إلى قصر الأمير عاصم تسأل هناك، فقيل ليست هناك، وقد وصل الخبر إلى مسامع الأمير عاصم - وبالطبع لم تغفل له عين ليلتئذ؛ لأنه كان عارفا ماذا يجري في ذلك الليل في إحدى عزبه - فخرج من غرفته وارتدى رداءه وقصد إلى قصر الأمير نعيم وأظهر الاهتمام بالأمر وجعل يبحث ويسأل، وقد أرسل الخدم إلى جهات مختلفة يسألون عنها فلم يهتدوا إلى مقرها، حتى ضاء الصباح، فأرسل تلغرافا إلى الأمير نعيم هذا نصه:
الإسكندرية، الأمير نعيم صدقي
فقد الخدم في المساء الماضي الأميرة جوزفين والصبي يوسف، فهل ذهبا إليك من غير أن تعلم الأميرة خدمها؟
الأمير عاصم
فلما قرأ الأمير نعيم هذا التلغراف قفز جنانه من صدره وحار في هذا الخبر المفاجئ، فأرسل في الحال تلغرافا إلى الأمير عاصم:
مصر، دولتلو الأمير عاصم بك عزت
أخبرني سريعا تلغرافيا تفصيل فقدان الأميرة جوزفين لكي أعلم كيف أبحث عنها هنا قبل أن أعود؛ فإنها لم تقدم إلي ولا أنا أستقدمتها!
نعيم
وجعل الأمير نعيم يطوف على منازل معارف جوزفين لعله يعثر عليها، فلم يقف لها على أثر، ثم ورد له هذا التلغراف:
الإسكندرية، الأمير نعيم بك صدقي
Неизвестная страница