202

كان أبو الزناد هذا أحد علماء أهل المدينة وفقهائهم المفتين بها، أدرك الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة، وأخذ عنهم، وكان حوى علوما، وكان عند الأمراء مكينا.

قال علي بن المديني: ((لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي الزناد، وبكير بن عبد الله بن الأشج)).

وقال ابن أبي حاتم الرازي: ((أنا حرب بن إسماعيل في ما كتب إلي، قال: قال أبو عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-: كان سفيان الثوري يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث. قال أحمد: وهو فوق العلاء ابن عبد الرحمن، وفوق سهيل بن أبي صالح، وفوق محمد بن عمرو.

ثنا علي بن الحسن الهسنجاني، قال: نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، قال: أنا الليث بن سعد، عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فمن بين سائل عن فريضة، ومن سائل عن الحساب [ومن سائل عن الشعر]، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة)).

Страница 288