Происхождение семьи, частной собственности и государства
أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية
Жанры
البربرية والمدنية
تتبعنا فيما سبق انحلال النظام القبلي في الأمثلة التفصيلية الكبرى الثلاث: الإغريق والرومان والألمان.
وسنبحث في النهاية الظروف الاقتصادية العامة التي حطت من شأن النظام القبلي للمجتمع في المرحلة العليا للبربرية وألغته تماما بقدوم المدنية، وفي هذا البحث سيكون كتاب «رأس المال» لماركس مهما بقدر أهمية كتاب مورجان.
فعندما خرجت السلالة من المرحلة الوسطى للوحشية ودخلت مرحلتها العليا، كانت السلالة في قمة مجدها، ونؤكد ذلك بقدر ما لدينا من معلومات عن المرحلة الدنيا للبربرية، ومن هذه المرحلة سنبدأ بحثنا.
ففي هذه المرحلة التي يعتبر الهنود الأمريكيون مثلا لها نجد النظام القبلي في قمة ازدهاره؛ فكل قبيلة كانت منقسمة إلى عدد من الفروع، يبلغ في معظم الحالات فرعين، وبازدياد عدد السكان انقسمت هذه الفروع الأصلية بدورها إلى عدة فروع. وكان الفرع الأصلي يعتبر أخوة بالنسبة لهذه الفروع الجديدة. وانقسمت القبيلة بدورها إلى عدة قبائل نجد في كل منها في معظم الحالات الفروع القديمة، وفي بعض الحالات نجد اتحادا للقبائل يضم القبائل المرتبطة برابطة القرابة. وكان هذا التنظيم البسيط كافيا تماما للظروف الاجتماعية التي نشأ منها، فلم يكن أكثر من تجمع طبيعي قادر على حل كل المشاكل الداخلية المحتملة الوقوع في مجتمع منظم بهذا الشكل. وفيما يتعلق بالمشاكل الخارجية، فقد كانت تسوى بالحرب التي كانت تنتهي بإفناء إحدى القبائل وليس بإخضاعها. وكان علو النظام القبلي وانخفاضه في نفس الوقت راجعا إلى أنه لم يوجد مكان لحكام ومحكومين. ففي نطاق الشئون الداخلية لم يكن قد وجد بعد أي تمييز بين الحقوق والواجبات، ومسألة ما إذا كانت المساهمة في الشئون العامة أو الانتقام للدم ونحوها تعتبر واجبا أو حقا، هذه المسألة لم تكن تشغل تفكير الهندي، وكانت تبدو له مثل الأكل والنوم والصيد، لا يهم أن كانت حقا أو واجبا. ولم يكن ممكنا أن تنقسم القبيلة والسلالة إلى طبقات اجتماعية. وهذا يقودنا إلى البحث عن الأسس الاقتصادية لهذه الظروف.
كان عدد الشعب قليلا جدا ومبعثرا في إقليم كبير، ولم يكن مركزا إلا في موطن القبيلة تحيط به أرض الصيد الواسعة الخاصة بها، وبعدها غابة تعتبر إقليما محايدا يفصل القبيلة عن القبائل الأخرى. وكان تقسيم العمل بطريقة طبيعية مبسطة جدا؛ فقد كان تقسيما للعمل بين الرجل والمرأة فقط، فكان الرجال يذهبون للحرب والصيد والحصول على المواد الأولية للطعام والأدوات الضرورية لتحقيق هذا الغرض، وكانت النساء تتولى العناية بالبيت وإعداد الطعام والملابس والطهي والغسل والحياكة. وكان كل من الجنسين سيدا في مجال نشاطه، الرجل في الغابة، والمرأة في البيت. وكان كل منهما يملك ما ينتجه أو يستخدمه من الأدوات؛ فكان الرجال يملكون الأسلحة وأدوات الصيد، وتملك النساء أثاث البيت. وكانت الوحدة المنزلية مشاعية تشمل عدة أسر،
1
وكان كل شيء ينتج يستعمله الجميع ويعتبر ملكا للجميع مثل المنزل والحديقة وقارب الصيد. وهنا فقط نجد الملكية المكتسبة التي قدمها الفقهاء والاقتصاديون زائفة إلى المجتمع المتمدن باعتبارها آخر تعبير قانوني ترتكز عليه الملكية الرأسمالية الحديثة.
ولكن الإنسان لم يظل في هذه المرحلة في كل بقاع الأرض؛ ففي آسيا وجد حيوانات يمكن استئناسها وجمعها تحت سيطرته، وكان يصطاد البقر الوحشي، وكان البقر المستأنس ينتج له عجلا مرة كل سنة ويدر له اللبن أيضا. وقد قامت باستئناس الحيوانات عدد من أكثر القبائل تقدما وهم الآريون والساميون وربما التورانيون أيضا. وبعد ذلك تكونت القطعان من الماشية التي أصبحت العمل الأساسي لهذه القبائل. وقد انشقت قبائل الرعاة من المجموعة العامة للبربريين، وكان هذا هو أول تقسيم اجتماعي كبير للعمل. وكانت هذه القبائل الرعاة تنتج مواد غذائية وأنواعا أكثر عن باقي المتبربرين؛ فقد كان عندها اللبن ومنتجاته واللحوم بكميات وفيرة عن الآخرين، كما كان لديها الجلود والصوف وشعر الماعز، والغزل والنسج اللذان حولا المواد الخام المتزايدة إلى الاستعمال العام. وقد سبب ذلك للمرة الأولى التبادل المنتظم؛ ففي المراحل السابقة كانت عمليات التبادل تتم بصفة غير دورية، وربما كانت المقدرة الشخصية الاستثنائية في صنع الأسلحة والأدوات سببا في إيجاد تقسيم سريع للعمل. وقد وجدت مخلفات لا يمكن إنكارها لمصانع الأدوات الحجرية من الزمن النيوليثك في أمكنة كثيرة. وكان الصناع الذين نمت مقدرتهم في هذه المصانع يعملون للمجموعة كلها في الغالب كما يفعل الحرفيون الدائمون إلى الآن في المجتمعات القبلية الهندية. وعلى أي حال فلم يكن ممكنا إيجاد أي نوع آخر من التبادل في القبيلة في هذه المرحلة، وحتى هذا النوع كان استثناء. وبعد تبلور قبائل الرعاة وجدت كل الظروف التي تمكن من وجود عمليات التبادل بين مختلف القبائل وتنميتها وتحولها إلى نظام عادي، وقد كانت القبائل في الأصل تجري عمليات التبادل عن طريق رؤسائها. وعندما بدأت القطعان الحيوانية تتحول إلى الملكية الخاصة ازداد التبادل بين الأفراد تدريجيا حتى أصبح الشكل الوحيد للتبادل. وكانت المادة الرئيسية التي تقدمها قبائل الرعاة لجيرانها هي الماشية؛ فقد أصبحت الماشية هي السلعة التي كانت كل السلع الأخرى تثمن بها، وكانت تقبل في كل مكان في مقابل السلع الأخرى. وباختصار كانت الماشية تقوم مقام النقود في هذه المرحلة، وكانت هذه هي الضرورة التي تزايد بسببها طلب وجود سلعة نقدية في بداية تبادل السلع.
أما زراعة الحدائق، التي يحتمل أنها لم تكن معروفة لدى الآسيويين في المرحلة الدنيا للبربرية، فقد ظهرت عندهم على الأكثر في المرحلة الوسطى كخطوة تالية لزراعة الحقول. فإن مناخ أراضي التورانيين العليا لا يسمح بحياة الرعي دون مدد إضافي من الطعام للشتاء الطويل القاسي؛ وعلى ذلك قد أصبحت زراعة القمح والحشائش ضرورية. ونفس الشيء ينطبق على منطقة الاستبس شمال البحر الأسود. أما القمح الذي كان فيما مضى طعاما للحيوان فقد أصبح طعاما للإنسان. وظلت الأرض المنزرعة مملوكة للقبيلة، وكانت أول أمرها مملوكة للسلالة التي وزعتها فيما بعد إلى الوحدات العائلية لاستعمالها، وأخيرا منحت للأفراد حقوق الحيازة ليس إلا.
Неизвестная страница