Известные речи и знаменитые ораторы
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Жанры
فالذين يلتمسون الزلفى إلى الله بالوعيد والتهويل، والذين لا يريدون أن يعبد إلا كما يريدون، والذين يحاولون رسم آرائهم في القلوب والجباه بالحديد والنار، كل هؤلاء يغضبون الله ويكفرون بالحق ولا يشعرون؛ فإن الحقيقة ليست بأجنبية ولا بعدوة لتلقى على كاهل المرء إلزاما، وإنما نحن ضيوفها بالطبع فهي تقبل علينا وتقف لدينا لنطلبها عن رضا راغبين.
وقال شيشرون خطيب الرومان: «إنما نكون عبيد القانون لنصير بالقانون أحرارا.»
وفي الحديث المأثور: «كن للحق عبدا فعبد الحق حر.» وقول ذلك الخطيب الروماني ينطبق على ما نحن بصدده، فيقال فيه: يجب أن نكون أحرارا لنخدم الحق كما يجب والحق هو الله.
وهذا دعاء المتساهلين نجعله للمقام ختاما: يا بديع الصفات، إله جميع الموجودات، ما عرفناك حق معرفتك، ولا اهتدينا بضيائك لحكمتك، ألهمنا في أمورنا رشدا، واسلك بنا سبيل الهدى، لنتعاون على احتمال النوائب الكثيرة، في هاته الحياة القصيرة، ونعلم أن الخلاف الذي بين وقاء أجسامنا الضعيفة، وبين لغاتنا المعاصرة، وبين عاداتنا السخيفة، وبين أحكامنا الناقصة وبين أحوالنا المتباينة، في ما نراه على استوائها لديك، إن جميع هاته المميزات بين هاته الذرات، لا تكون من أسباب الإحن والعداوات، فتستوي عبادتك برطانة من لسان قديم مهجور، وبغيرها من لسان جديد مشهور، ولا يميز بين من يوقد الشمع نهارا لدعائك، ومن يكتفي فيه بضياء سماءك، وبين من يلبس لذلك الذهب والحرير، ومن يستقبل سمائك بأطمار الفقير، ويكون الذين ملكت أيمانهم قطعا مدورة من بعض المعادن متمتعين بلا تيه بما يسمونه نعيما، والذين استولوا على نتفة حقيرة من متعة صغيرة منتفعين بلا كبر بما يحسبون ملكا مقيما، ويكون سائر الناس راضين بالموجود، غير حاسدين على المفقود، ويذكر أبناء الإنسان أنهم في الإنسانية إخوان، فلا يمزق بعضهم بعضا عنادا، ولا يملئون الأرض فسادا، تجليلا لك عما يقول الجاهلون، وتنزيها لك عما يزعم المتعصبون، أنك أعظم من أن تغضب، وأعز من أن ترضى، وأكرم من أن تعفو، وأكبر من أن تسر، وأجل من أن تساد، تماثلت لديك الذوات وتساوت عندك الأشياء، وأنت في الكل وللكل سواء. وقنا العثرة مع المتعصبين، واحشرنا في زمرة المتساهلين، آمين. (23) خطبة لمصطفي كامل
لما خمدت الحركة العرابية وخنق أنفاسها الإنجليز سادت البلاد المصرية فترة من الخمول السياسي حتى قيضت الأقدار لمصطفى كامل أن ينبه الأمة، فاستخدم لسانه وقلمه وماله في سبيل إيقاظ الأمة، فكان خطيبا وصحفيا ومؤلفا ومؤسسا للمدارس. ومات في شبابه لأنه لم يضن بهذا الشباب في خدمة مصر.
وكانت حياته موزعة بين جهدين: تحريك المصريين إلى مناهضة الإنجليز المحتلين لوطنهم والمطالبة بالاستقلال، وتحريك الأمم الأجنبية إلى إدراك مقدار العسف الذي ينزله الإنجليز ببلاد مصر.
فكان يخطب في القاهرة وباريس، وله رسائل تنشر في الإسكندرية وبرلين، وكان له صحف تدافع عن قضيتنا بالعربية وأخرى تحاول إيقاظ ضمير الأمة المحتلة بالإنكليزية.
فلئن فخرت إيطاليا بغريبالدي وتباهت المجر بكوشوت فلنزهو نحن بمصطفى كامل.
خطب في الإسكندرية في سنة 1897 فقال:
سادتي وأبناء وطني الأعزاء
Неизвестная страница