ولم يرنا كالئ كاشح ... ولم يفش منا لدى البيت سر
وقد رابني قولها يا هنا ... هـ ويحك ألحقت شرًا بشر
وقد اغتدى معي القانصان ... وكل بمربأة مقتفر
فيدركنا فغم داجن ... سميع بصير طلوب نكر
ألص الضروس حتى الضلوع ... تبوع طلوب نشيط آشر
فأنشب أظفاره في النسا ... فقلت هبلت ألا تنتصر
فكر إليه بمبراته ... كما خل ظهر اللسان المجر
فظل يرنح في غيطل ... كما يستدير الحمار النعر
وأركب في الروع خيفانة ... كسا وجهها سعف منتشر
لها حافز مثل قعب الولي ... د ركب فيه وظيف عجر
لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفئن إذا تزبئر
وساقان كعباهما أصمعا ... ن لحم حماتيهما منبتر
لها عجز كصفاة المسي ... ل أبرز عنها جحاف مضر
لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسد بها فرجها من دبر
لها متنتان خظاتاكما ... أكب على ساعديه النمر
لها عذر كقرون النسا ... ء ركبن في يوم ريح وصر
وسالفة كسحوق الليا ... ن أضرم فيها الغوى السعر
لها جبهة كسراة المج ... ن حذفه الصانع المقتدر
لها منخر كوجار الضباع ... فمنه تريح إذا تنبهر
وعين لها حذرة بدرة ... وشقت مآقيها من أخر
إذا أقبلت قلت دباءة ... من الخضر مغموسة في الغدر
وإن أدبرت قلت أثفية ... ململمة ليس فيها أثر
وإن أعرضت قلت سرعوفة ... لها ذنب خلفها مسبطر
وللسوط فيها مجال كما ... تنزل ذو برد منهمر
لها وثبات كصوب السحاب ... فواد خطاء وواد مطر
وتعدو كعدو نجاة الظبا ... ء أخطأها الحاذف المقتدر
- ٣٠ - وقال:
ألا انعم صباحًا أيها الربع وانطق ... وحدث حديث الركب إن شئت واصدق
وحدث بأن زالت بليل حمولهم ... كنخل من الأعراض غير منبق
جعلن حوايا واقتعدن قعائدا ... وخففن من حوك العراق المنمق
وفوق الحوايا غزلة وجآذر ... تضمخن من مسك ذكي وزنبق
فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم ... غوارب رمل ذي ألاء وشبرق
على إثر حي عامدين لنية ... فحلوا العقيق أو ثنية مطرق
فعزيت نفسي حين بانوا بجسرة ... أمون كبنيان اليهودي خيفق
إذا زجرت ألفيتها مشمعلة ... تنيف بعذق من غرس ابن معنق
تروح إذا راحت رواح جهامة ... بإثر جهام رائح متفرق
كأن بها هرًا جنيبًا تجره ... بكل طريق صادفته ومأزق
كأني ورحلي والقراب وتمرقي ... يرفئ ذي زوائد نقنق
تروح من أرض لأرض نطية ... لذكرة قيض حول بيض مفلق
يجول بآفاق البلاد مغربا ... وتسحقه ريح الصبا كل مسحق
وبيت يفوح المسك في حجراته ... بعيد من الآفات غير مروق
دخلت على بيضاء جم عظامها ... تعفى بذيل الدرع إذ جئت مودقي
وقد ركدت وسط السماء نجومها ... ركود نوادي الربرب المتورق
وقد أغتدي قبل العطاس بهيكل ... شديد مشك الجنب فعم المنطق
بعشا ربيئًا قبل ذاك مخملًا ... كذئب الغضى يمشي الضراء ويتقي
فظل كمثل الخشف يرفع رأسه ... وسائره مثل التراب المدقق
وجاء خفيًا يسفن الأرض بطنه ... ترى الترب منه لاصقًا كل ملصق
وقال ألا هذا صوار وعانة ... وخيط نعام.. يرتعي متفرق
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد ... إلى غصن بان ناضر لم يحرق
نزاوله حتى حملنا غلامنا ... على ظهر ساط كالصليف المعرق
كأن غلامي إذ علا حال متنه ... على ظهر باز في السماء محلق
رأى أرنبًا فانقض يهوى أمامه ... إليها وجلاها بطرف ملقلق
فقلت له صوب ولا تجهدنه ... فيدرك من أعلى القطاه فتنزلق
فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد الغلام ذي القميص المطوق
وأدركهن ثانيًا من عنانه ... كغيث العشي الأقهب المتودق
فصاد لنا عيرًا وثورًا وخاضبًا ... عداء ولم ينضح بماء فيعرق
وظل غلامي يضجع الرمح حوله ... لكل مهاة أو لأحقب سهوق
وقام طوال الشخص إذ يخضبونه ... قيام العزيز الفارسي المنطق
1 / 21