كما لاقى أبي حجر وجدي ... ولا أنسى قتيلا بالكلاب
- ١٢ - وقال:
أماوي هل لي عندكم من معرس ... أم الصرم تختارين بالوصل نيأس
أبيني لنا إن الصريمة راحة ... من الشك ذي المخلوجة المتلبس
كأني ورحلي فوق أحقب قارح ... بشربة أوطاف بعرنان موجس
تعشى قليلًا ثم أنحى ظلوفه ... يشير التراب عن مبيت ومكنس
يهيل ويذري تربها ويثيره ... إثارة نباث الهواجر مخمس
فبات على خد أحم ومنكب ... وضجعته مثل الأسير المكردس
وبات إلى أرطأة حقف كأنها ... إذا التقتها غبية بيت معرس
فصبحه عند الشروق غدية ... كلاب ابن مر أو كلاب ابن سنبس
مغرثة زرقا كأن عيونها ... من الذمر والإيحاء نوار عضرس
فأدبر يكسوها الرغام كأنها ... على الصمد والآكام جذوة مقبس
وأيقن إن لاقينه أن يومه ... بذي الرمث إن ماوتنه يوم أنفس
فأدركنه يأخذن بالساق والنسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس
وغورن في ظل الغضى وتركنه ... كقرم الهجان القادر المتشمس
- ١٣ - وقال:
ألما على الربع القديم بعسعسا ... كأني أنادي أو أكلم أخرسا
فلو أن أهل الدار فيها كعهدنا ... وجدت مقيلًا عندهم ومعرسا
فلا تنكروني إنني أنا ذاكم ... ليالي حل الحي غولًا فألعسا
فإما تريثي لا أغمض ساعة ... من الليل إلا أن أكب فأنعسا
تأوبي دائي القديم فغلسا ... أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
فيا رب مكروب كررت وراءه ... وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
ويا رب يوم قد أروح مرجلا ... حبيبًا إلى البيض الكواعب أملسا
يرعن إلى صوتي إذا ما سمعنه ... كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا
أراهن لا يحببن من قل ماله ... ولا من رأين الشيب فيه وقوسا
وما خفت تبريح الحياة كما أرى ... تضيق ذراعي أن أقوم فألبسا
فلو أنها نفس تموت جميعة ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
وبدلت قرحًا داميًا بعد صحة ... فيا لك من نعمى تحولن أبؤسا
لقد طمح الطماح من بعد أرضه ... ليلبسني من دائه ما تلبسا
ألا إن بعد العدم للمرء قنوة ... وبعد المشيب طول عمر وملبسا
- ١٤ - وقال:
لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر ... ولا مقصر يومًا فيأتيني بقر
ألا إنما الدهر ليال وأعصر ... وليس على شيء قويم بمستمر
ليال بذات الطلح عند محجر ... أحب إلينا من ليال على أقر
أعادي الصبوح عند هر وفرتني ... وليدًا وهل أفنى شبابي غير هر
إذا ذقت فاه قلت طعم مدامة ... معتقة مما تجيء به التجر
هما نعجتان من نعاج تبالة ... لذي جؤذرين أو كبعض دمى هكر
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريح من القطر
كأن التجار أصعدوا بسبيئة ... من الخص حتى أنزلوها على يسر
فلما استطابا صب في الصحن نصفه ... وشجت بماء غير طرق ولا كدر
بماء سحاب زل عن متن صخرة ... إلى بطن أخرى طيب ماؤها خصر
لعمرك ما إن ضرني وسط حمير ... وأقوالها إلا المخيلة والشكر
وغير الشقاء المستبين فليتني ... أجر لساني يوم ذلكم مجر
لعمرك ما سعد بخلة آثم ... ولا نأنإ يوم الحفاظ ولا حصر
لعمري لقوم قد نرى أمس فيهم ... مرابط للأمهار والعكر الدثر
أحب إلينا من أناس بقنة ... يروح على آثار شأنهم النمر
يفاكهنا سعد ويغدو لجمعنا ... بمثنى الزقاق المترعات وبالجزر
لعمري لسعد حيث حلت دياره ... أحب إلينا منك فافرس حمر
وتعرف فيه من أبيه شمائلًا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حجر
سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا ... ونائل ذا إذا صحا وإذا سكر
- ١٥ - وقال يجيب سبيع بن عوف بن مالك:
لمن الديار غشيتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي أقدام
فصفا الأطيط فصاحتين فغاضر ... تمشي النعاج بها مع الآرام!
دار لهند والرباب وفرتني ... وبليس قبل حوادث الأيام
عوجا على الطلل المحيل لاننا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذام
1 / 18