فقال الخنزير: وكم أرسل ملائكته لينصروا الإنسان الذي ينحرني بلا شفقة، فملاك واحد قتل 180000 رجل.
وكم من مذبحة دبرها هذا الرب، الصياورت الدموي.
فقالت النعجة: أنا لا أعتب على البشر بعد هذا، ولكن عتبي على ربهم، لماذا أحب لحمي ولحم العجل، دون الحيوانات كلها؟ ولماذا لم يحب لحم الطير، ولا يستطيب السمك؟
فهدرت حمامة، فردت النعجة إلى الصواب وقال النغل: عقلي لا يصدق هذه الأقوال فاعذروني يا سادة.
فاحمرت وجوه الإناث؛ لأنه لم يقل (سيداتي) أيضا.
أما النغل فما بالى وأردف: الناس خلاطون ما لنا ولهم؟! كلهم يقولون إنهم أبناء الله، وإنه خلقهم على صورته ومثاله، ولا يختلفون إلا عليه، وكل واحد يدعي أن الله من حزبه، فمن يحل لنا هذه المشكلة، وكيف نتقرب من هذا ال «الله»؛ ليكون في عوننا ؟!
فعنق الحصان وحمحم فنصت له جميع الإخوان فقال: يظهر أن الدين قرب الناس من الله، فالأفضل لنا أن نصير طائفة يعرف لها وجه رب، حتى يعترف أبناء عمنا البشر باستحقاقنا الحرية، ويكفوا عن تسخيرنا ويريحونا من الحزام واللجام، والبرذعة والجلال.
فوقف البغل قائلا: رخص لي بكلمة يا خال، هل أمن الناس لبعضهم لنأمن لهم؟ كلهم يقولون إنهم أصحاب كتب منزلة تعلم الرحمة والسلام، وألسنتهم خناجر، وأيديهم سيوف، وأصابعهم ديناميت.
فقهقه القرد فاستمال الوجوه صوبه، وإذ رأى أنه لا يرى، ركب ناقة كما كان يفعل قس بن ساعدة، وصاح: اسمعوا لي كلمة، لا تفكروا بشيء من هذا، ما هذا يا هو؟! كأنكم لا تقرأون ولا تسمعون، أكبر علماء البشر الذين يسمونهم عبا ... مبا ... فصاحت الببغاء: من على الشجرة: عباقرة.
وحك القرد صلعته وقال: نعم نعم، عباقرة، كل هؤلاء العباقرة يتقربون اليوم من أخيكم الحقير، ويقولون إنني أنا جدهم ...
Неизвестная страница