Причины радости в удивительных рассказах арабов
أسباب الطرب في نوادر العرب
Жанры
منزلنا رحب لمن زاره
نحن سواء فيه والطارق
قال هذا، وأمسك المطايا لنترجل عنها، ثم سلم الخيل لولد، وأدخلنا داره في وسط حيه، وهم يدعون الحي قربي
gourbi ، وكانت الدار مفروشة بحصير من الحلفاء، فأجلسنا في صحنها وأكرم مثوانا، ثم خرج بعد حين مستأذنا بالذهاب، طالبا أن ننتظره.
مرت علينا ساعة، وإذا بصاحب الدار عاد وبين يديه جفنة من الكسكس، وفي أثره غلمان يحملون القصاع، فيها إدام من المرق الأحمر والبندورة والفلفل واللحم غير النضيج، وكان ينبعث من الأطعمة رائحة كريهة من الزيت القنم والسمن السنخ، غثت منهما نفسي، وجشأت، فما استطعت أن أذوق منها لماظا.
فشق على ضيفي امتناعي عن الأكل، وكان عد ذلك إهانة لولا اعتذاري بأني لم أعتد هذه المآكل، فقام على الأثر، وأتاني بعد برهة من الزمان بعدد من البيض النمبرشت.
فبعد البسملة باشرت بنقف بيضة لأتحساها، ثم فكرت في الملح، فطلبت منه قبضة، وأنا لا أدري ما تكمنه لي الأقدار، فخرج الشيخ أحمد إلى مضارب الدوار فلم يجد ملحا عند أهله، فعرفت فضولي وتندمت على طلبي، ثم طيبت قلب الشيخ قائلا: إنني عنه لفي غنى. لكنه لم يصغ إلى كلامي، بل أومأ بيده إلى غلام هناك، فاقترب منه شاب في مقتبل العمر، رشيق القد، جميل الهيئة، حسن البزة، وهو مشتمل بإحرام، فنظر إليه الشيخ نظرة مفتخر وقال لنا: «هذا علي ابني.» ثم التفت إلى الفتى قائلا: «أبني علي، كأني بالعاصفة قد سكنت ثائرتها، فاركب مسرعا مهرنا الخضراء، واذهب إلى أقرب دوار منا، وائتنا بملح.»
فتصديت للشيخ ما أمكنني، وحلفت بأيمان محرجة أني لا أذوق البيض إذا خطا علي ابنه خطوة خارج الدوار، لكن الشيخ أحمد لم يكترث لقولي، فسار الغلام، وبقيت في الدار وحدي مع الدليل وضيفي.
فمضى علينا نصف ساعة ثم ساعة ثم ساعتان قبل أن نستبشر بعودة الغلام، فانفرط بيننا سمط الكلام، ثم ساد سكوت أشبه بسكوت القبور، وبدت على ملامح الشيخ أحمد أمارات الجزع والاضطراب، وكان الليل في أثناء ذلك ضرب على الأرض أطنابه، وهدأت كل الحركات، فلم نكد نسمع ركزا، اللهم إلا صوت قطرات من المطر كانت تكف فوق الحصى.
وكانت أتعاب النهار مع قلة الأكل قد هدت قواي، فشعرت بالنعاس قد أثقل أجفاني، وكاد يخدر أعضائي، وكذلك رفيقي أوشك النوم يكتحل عيونه ... ونحن كذلك إذ سمعنا من كثب صوتا منكرا، أطار النوم عن العيان واقشعرت له الأبدان، وكان الصوت صراخا فاجعا مستطيلا، طرحته امرأة في بطن الليل الداجي، ثم أردفت الكلاب من بعده فصخبت صخبا شديدا، وملأت الحي نبحا.
Неизвестная страница