Причины радости в удивительных рассказах арабов
أسباب الطرب في نوادر العرب
Жанры
فأقام الصائغ ينتظره مدة ولم يفتح صرة الذهب ولا الفضة، فقال له ابنه: لا يكون أخذ الذهب والفضة وراح. فقال الصائغ: ما أجهلك وحق المسيح، إنه يقدر أن يجمع خزائن أموال فكيف هو محتاج إلى ذهبنا! فقال له ابنه: كن عاقلا وافتقد الذهب وخل عنك الطمع. فلم يفعل، وقال: أنت قصدك أن تفسد علينا الشغل. فعاوده ابنه في ذلك فلم يفعل، فقام ابنه خفية وفتح صرة الذهب فوجدها فلوسا وكذلك الفضة رصاصا، فلطما الرءوس حتى ذهبت منهما النفوس. فانظر إلى هذا الدهاء والمكر.
العجمي والملك العادل نور الدين
ومن أعظم ما وقفت عليه، وأظرف ما جرى للسلطان الملك العادل نور الدين بن زنكي - رحمه الله - وهو حديث يصلح أن يكتب بماء الذهب، وذلك أن بعض الأعاجم جاء إلى دمشق، فأخذ ألف دينار مصرية فبردها برادة ناعمة، ثم أخذ دق الفحم وأضاف إليه عقاقير مجمعة، وطحن الجميع وعجنه بغراء السمك، ثم جعله بنادق وجففها تجفيفا ناعما، ثم لبس دلقا وتزيا بزي الفقراء، وجعل تلك البنادق في مخلاة، ثم أتى إلى بعض العطارين فقال له: أتشتري مني هذا؟ فقال له العطار: ولأي شيء ينفع هذا؟، قال: ينفع من السموم القاتلة، ويدخل بجميع الأدوية التي تنفع للأخلاط، وله نفع عظيم غير هذا، ولولا أني قد أدركني الحج وما أقدر على حمله ما بعته، فإنه يساوي الذهب وزنا بوزن عند من يعرفه، فقال العطار: وبكم هو؟ فقال: بعشرة دراهم. فاتفقا على خمسة دراهم، فأخذ العجمي الدراهم، وجعل العطار الطبرمك
1
الخراساني في علبة عتيقة. فانظر إلى هذا الرجل ما أجسره؛ باع ألف دينار بخمسة دراهم، لقد قالوا في المثل: من خاطر بنفيس ظفر بنفيس.
فلما انفصل من عند العطار جاء إلى منزله، ولبس أحسن ما يكون من ملابس الوزراء والملوك، وجعل خلفه مملوكا، واكترى دارا حسنة تصلح للوزراء، وصار يخرج إلى الجامع، ويتعرف بالأكابر من أهل البلد، ويعمل السماعات ويصرف جملة في كل ليلة، ويدعي الوصول في علم الصناعة - أي الكيميا - وأنه يقدر يعمل في يوم واحد جملة من المال.
وشاع ذلك عنه في دمشق، فسأله الكبراء أن يعمل عندهم فامتنع، وقال: «ما أنا محتاج إلى أحد؛ فإني في يوم واحد أعمل بمقدار نعمة من يريد أن أعمل عنده، فإن كان لأجل ملك أو بستان فأنا أقدر أشتري عشرة بساتين ومثلها دورا، وإن كان لأجل جاه فأنا ما أعمل شيئا علي دركه فإن الذي أعمله ما فيه غش ولا زغل حتى أطلب فيه جاه أحد، هذه صنعة إلهية، وقد آليت على نفسي أن لا أعمل بها إلا لملك بعد أن يعاهدني أنه لا ينفق منه شيئا إلا في سبيل الله، فإن حصل هذا الشرط عملت، وإلا فلا سبيل لعمل شيء على غير هذا الوجه.»
فلما سمع الوزير ذلك قال: والله، هذه سعادة للمسلمين وللسلطان، والآن هذه البلاد كلها للفرنج إلى بانياس، وكل يوم تصل الغارات إلى ديارنا - ويروى: إلى داريا - فإذا عمل شيئا نفتح به البلاد فهذه نعمة عظيمة. ثم قال للرجل: أعرف السلطان بالأمر؟ قال: نعم، لكني أريد أن لا تجمع بيني وبينه إلا بعد أن تستوثق منه باليمين، فقال: نعم.
ثم ركب الوزير من الغد إلى الخدمة فخلا بالسلطان ، وعرفه بأمر العجمي، فقال : والله، إن لي أياما أفكر في شيء يكون فيه قلع هؤلاء الملاعين من هذه البلاد، ثم رسم للوزير بإحضاره في غاية الكرامة، فأحضر له بغلة خاصة، ثم دخل على السلطان وقبل الأرض لدى الحضرة الشريفة، فأجلسه السلطان وأكرمه وحادثه، ثم قال له: أصحيح ما قال الوزير عنك؟ فقال: نعم يا مولانا السلطان، لكن على الشرط الذي تقرر مع الوزير. فقال السلطان: قبلنا بالشرط. ثم قال العجمي: يا مولانا، إن جميع من يدعون الصناعة كذابون دكاكون، وأنا شرطي معكم أني لا أمس شيئا بيدي بل أكون بعيدا وأقول: افعلوا كذا وكذا، ومولانا السلطان يفعل بيده أو يأمر من يفعل بحضوره. فقال السلطان: رضينا أيضا بهذا الشرط.
فأخذ العجمي ورقة، وكتب فيها أسماء الحوائج، وذكر أجزاء من عقاقير شتى، ثم قال: ومن الطبرمك الخراساني مائة مثقال. ثم دفع الورقة إلى استدار السلطان، فقال السلطان للوزير: أحضر هذه الحوائج. فأحضر الوزير جميع الحوائج وعجز عن الطبرمك الخراساني فلم يجده، فقال: إنه ما يوجد إلا في البيمارستان. فقال السلطان: اطلبوه من البيمارستان والحكماء. فطلبوه فلم يجدوه، فقال السلطان للعجمي: أليس شيء يغني عن الطبرمك؟ قال: لا، ولكن ما أظن أن دمشق تخلو من هذا العقار، والذي أراه أن مولانا يرسم للمحتسب أن يركب في الغد والمملوك في خدمته ومعنا شاهدان من العدول وندور على دكاكين العطارين الذين بالمدينة فنفتشها دكانا دكانا، فلعلنا نجد عند أحد شيئا منه. فقال: الوزير: رأي مليح حسن. وكان المحتسب يقال له القائد، فأرسلوا إلى القائد أن يفعل ذلك.
Неизвестная страница