Now You See Me »، الذي قام ببطولته مورجان فريمان وجيسي آدم آيزينبيرغ. ورغم أن الفيلم يمكن اعتباره أحد أفلام الإثارة، خاصة أنه يقتبس فكرة اللص الشريف الذي يسرق من الغني ليعطي الفقير، إلا أنه استطاع الدخول إلى عالم الخدع السحرية، وطريقة صنعها، ليترك المشاهد مشدود الأنفاس طوال الوقت، بحثا عن خدعة أخيرة يكتشفها من المشهد الأخير من الفيلم، الذي عمد إلى الاحتفاظ بها لآخر لقطة. واللافت هنا في معظم أفلام الخفة والسحر هو أهمية المشهد الأخير؛ حيث يتحول الفيلم بأكمله إلى لعبة خفة لا تكتمل أركانها إلا باكتمال مشاهد الفيلم، ويجد المشاهد نفسه يتابع عالم السحرة بكواليسهم، بالموازاة مع لعبة خفية يحركها المخرج في الخلفية.
من الأفلام المهمة في هذا السياق فيلم «المخادع
The Illusionist »، الذي قام ببطولته إدوارد نورتون وبول جياماتي، والمأخوذ عن رواية «أيزنهايم المخادع»، الذي يتحدث عن الساحر المخادع من أجل الحب، والذي يرصد بداية من تلك اللحظة التي مرت بنا جميعا ونحن صغار، عندما ننبهر بالساحر فنفكر أن نصبح سحرة، ونفتش عن الخدع السحرية، مرورا بذيوع صيته للدرجة التي تجعل ولي العهد نفسه يطلب مقابلته، انتهاء بالغرور المدمر.
وعلى الرغم من الخفة التي يتميز بها فيلم «أوز العظيم القوي»، الذي صدر عام 2013 في نسخته الجديدة، بعد أن قدم مرتين من قبل، فإن ما لا يمكن إنكاره هو انحيازه للعلم، على خلفية القصة الرومانسية الخفيفة التي يقدمها، وكأن الفيلم بأكمله تحية لمن ساهموا في أشياء جعلتنا نؤمن بالعلم لا بقوة الخداع. فنحن أمام ساحر فاشل، تنتظره مدينة خيالية لينقذها من الأشرار، كالعادة. ولأنه لا يملك السحر، يقرر أن يستعين بالعلم الذي يتحول إلى سحر بسبب جهل أهل المدينة بهذه التقنيات العلمية.
في كل هذه الأفلام - سواء كنا نسعى لمعرفة الخدعة أو نعرفها بالفعل - لا نرى الساحر مجرد مقدم حيل، ولا يتوقف الأمر عندما يهتف «هابرا كادابرا »، بل نراه شخصا ذكيا لماحا يقول لك: «أنت الآن تراني؛ فحاول أن تعرف كيف سأخدعك.» يؤكد لك أن لا شيء مما نراه حقيقي، لكن ما يحدث ليس أكثر من مجرد خدعة تنتصر للعلم وللذكاء الإنساني في النهاية. كما أن هذه الأفلام تهتم بإظهار الوجوه الإنسانية لهؤلاء السحرة، الصراعات بينهم على فكرة جديدة. لكن الأهم أنها تظهر لنا أن هناك سحرا مختلفا نتلمسه في كل فيلم؛ وهو سحر الإنسان نفسه، ومشاعره، وانحيازاته، سحر الحب - كما قدمه وودي آلان في فيلمه الأخير - الذي انتصر على السحر الحقيقي، وعلى الخداع أيضا.
وعلى الرغم من قلة هذه الأفلام، فإنها تثبت لمن يشاهدها أن ثمة سحرا آخر، لا يخبو ولا نصل إلى منتهاه، بل نسعى إلى الخدعة مرة تلو المرة ونحن سعداء بها؛ هو سحر السينما الذي يمكن أن نلمسه في أفلام لم تتحدث عن السحر لكنها قدمته؛ مثل فيلمي «هوجو» لمارتن سكورسيزي، و«باريس منتصف الليل» لوودي آلان، وربما هذا ما حرصت كل هذه الأفلام على تأكيده.
قبل أن تأكل نفسك
«عندما استيقظ جريجوري سامسا في الصباح - بعد أحلام مضطربة - وجد نفسه وقد تحول إلى حشرة.» هذه الجملة الشهيرة في بداية رواية فرانز كافكا «المسخ»، والتي طالما كانت مؤشرا لكتابة الكثيرين في السبعينيات، تبدو هي الأكثر تعبيرا اليوم عن حالنا.
لا أتحدث هنا عن الكتابة، وإنما عن واقع فرضه التحول الدراماتيكي في العالم منذ قرابة العقدين مع اكتشاف تقنيات الاتصال الحديثة، من هواتف محمولة وإنترنت وكمبيوتر، وغيرها، والتي جعلت للإنسان رفيقا آخر غير بشري، يكاد أن يكون ونيسه الوحيد في كثير من الأحيان، وزادت انغلاقه على نفسه.
رغم القراءات المختلفة التي قدمت لفيلم
Неизвестная страница