قد قيل 〈فى كل〉 واحدة من الحواس على المنهاج.
[chapter 17: II 12] 〈النظرية العامة للإحساس〉
وينبغى أن نقول 〈قولا〉 جامعا فى جميع الحس. إن الحس قابل الصور المحسوسة بغير هيولى، كقبول الموم [على] نقش الخاتم بغير الحديد وغير الذهب، والموم يأخذ المثال الذهبى ومثال الشبه، وليس ذلك 〈على〉 أنه شبه أو ذهب؛ فكذلك الحس: يألم مما كان له لون أو كيموس أو قرع، ليس أنه يصير كواحد منها، لكنه يصير بصفة كذا، وكذا محتمل للحد. — فالحس الأول فيه هذه القوة. وهو بحال واحدة، إلا أن له غيرة من جهة آنيته: وذلك أن المدرك للشىء بحسه له عظم وجسم، وليس الحس فى نفسه كذلك لأنه ليس بجسم ولكنه معنى من المعانى وقوة ذلك الحس. — ومن هذا سيتبين لم كان إفراط الأشياء المحسوسة يفسد الحواس، لأن الحركة التى تصل من المحسوس إلى الحاس إذا كانت أقوى من المدرك لها فسد المعنى الذى هو الحس، مثل طنين الأوتار وصياحها إذا شددتها فارتفع طنينها. — و〈هذا يفسر〉 النامية لم لا تحس، ولها جزء من أجزاء النفس، وقد تألم من الملموسة، وذلك أنها تبرد وتسخن. والعلة فى ذلك أنها لا تحس أنه ليس لها تقدير التوسط والاعتدال، وليس فيها إمكان لقبول الصور المحسوسة، ولكنها تألم مع الهيولى.
Страница 60