وأما حس المذاق فانما يدرك بالملامسة، وعلة ذلك أن المحسوس بالمذاق لم يدرك بالمتوسط بين الذائق والمذوق وذلك هو جسم قريب: ولا إدراك اللمس بهذه الجهة. ولا الكيموس المذوق فى الجرم كرطوبة فى هيولى؛ وهذا ملموس كذلك. ولو كنا فى الماء لأحسسنا إذا اختلط به شىء حلو؛ وما كان ليكون إدراكنا ذلك الحلو بشىء متوسط بيننا وبين الماء، بل إنما ذلك يدرك بمخالطة الحلو الرطب، كالذى تراه فى الشراب. وأما اللون فليس يدركه بهذه الجهة من الخلط أو البصيص. كما أن المتوسط ليس هو بشىء؛ وأما اللون فشىء منظور إليه، كذلك الكيموس مدرك بالمذاق. وليس شىء من الأشياء يجد ريح كيموس بغير رطوبة هى له إما بقوة وإما بفعل: كالشىء المالح، إذ المالح يذوب فى نفسه سريعا، ويذيب اللسان بعض الإذابة.
Страница 55