وكما أن الكيموس منه حلو ومنه مر، كذلك فى الرائحة: منها ما يعادل الكيموس فتكون رائحته حلوة مثل الكيموس الحلو، ومنها ما هو على خلاف ذلك. وفى الرائحة 〈منها ما هى〉 حريفة، ومنها عفصة، ومنها حامضة، ومنها دهنية. وقد قلنا إن أصناف الرائحة، لما لم تكن 〈أوضح〉 للتسمية جنسا من أصناف الكيموس، 〈فان〉 ذلك ألجأنا إلى استعارة أسماء الكيموس فوضعناها بالتشبيه أسماء لأصناف الرائحة. فالرائحة الحلوة رائحة زعفران طيب وعسل، والرائحة الحريفة رائحة شىء معادل للصعتر وطعم شىء معادل للصعتر. وكذلك يجرى القول فيما بعد ذلك من الرائحات. — وكما أن كل واحد من الحواس مخصوص بما هو له: فمنها قاض على مسموع وغير مسموع، ومنها قاض على مبصر وغير مبصر، كذلك المنخر يقضى على ذى الرائحة وما لا رائحة له. وإذا قلنا شىء لا رائحة له أو غير مشموم، فذلك إما لأنه لا يمكنه أن تكون له وائحة ألبتة، وإما كانت له رائحة يسيرة. وكذلك يقال 〈ء〉 ما لم يكن بمذوق.
Страница 53