وما كان منها لا يصح فيه كلمة الوجود مثل ما وقع فيه منها «يصح » أو «يمشى» فإن هذا الصنف من الكلم يفعل فيها إذا وضع هذا الوضع ذلك الفعل بعينه الذى كان يفعله حرف «يوجد» أو ما أشبهه لو قرن بها. ومثال ذلك: «كل إنسان يمشى»، «ليس كل إنسان يمشى»، «كل لا إنسان يمشى»، «ليس كل لا إنسان يمشى». فإنه ليس يجوز أن يقال «ليس كل إنسان» بل إنما ينبغى أن يوضع حرف السلب وهو قولنا «لا» على قولنا «إنسان»؛ فإن قولنا «كل» ليس يدل على أن المعنى كلى، بل على أن الحكم كلى. وقد تبين ذلك من قولنا «الإنسان يمشى»، «الإنسان ليس يمشى»، «لا إنسان يمشى»، «لا إنسان ليس يمشى»، فإن الفرق بين هذه وبين تلك أن هذه ليس الحكم فيها كليا. فقد بان من ذلك أن قولنا «كل» أو قولنا «ولا واحد» ليس يزيدان على أن يدلا أن الإيجاب والسلب للاسم كله؛ فأما الباقى فيجب أن تكون الزيادة فيه واحدة بعينها.
ولما كان السلب الدال على أنه «ولا حيوان واحدا يوجد عدلا» ضد الذى يقال به إن «كل حيوان يوجد عدلا» فمن البين أن هذين لا يكونان فى حال من الأحوال لا صادقين معا ولا على أمر واحد بعينه. فأما المقابلان لهما فقد يكونان فى حال من الأحوال، ومثال ذلك: «ليس كل حيوان يوجد عدلا» و«قد يوجد حيوان ما عدلا».
Страница 79