Арбаун Хадисан

Аятолла Хомейни d. 1409 AH
164

Арбаун Хадисан

الاربعون حديثا

Жанры

لنسائهم واطفالهم من اجل ارشادك ونجاتك ؟ فبدلا من ان تشكرهم على ما فعلوا وتحفظ لهم اياديهم البيض نحوك ، تقوم بظلمهم ظنا منك انك انما تظلم نفسك وحدها ! استيقظ من نوم الغفلة ، واخجل من نفسك ، واتركهم يعانون من الظلم الذي تحملوه من اعداء الدين من دون ان تضيف على ظلامتهم ظلامة اخرى ، لان الظلم من المحب اشد الما واكثر قبحا ! .

فصل: في تعدد هوى النفس

لا بد ان نعرف ان اهواء النفس متعددة ومتنوعة من حيث المراتب والمتعلقات ، وقد تكون احيانا من الدقة بحيث ان الانسان نفسه يغفل عن ملاحظة انها من مكائد الشيطان ومن اهواء النفس ، ما لم ينبه على ذلك ، ويوقظ من غفلته . الا انها جميعها تشترك في كونها تمنع الحق وتصد عن طريقه ، رغم اختلاف مراتبها ودرجاتها ، فان اصحاب الاهواء الباطلة من الذين يتخذون الآلهة من الذهب وغيرهم كما يخبر الله سبحانه عنهم في قوله «افرايت من اتخذ الهه هواه» (1) وغيرها من الآيات الشريفة ينقطعون عن الله ، بصورة معينة ، وان اتباع الاهواء النفسية والاباطيل الشيطانية في عقائدهم الباطلة واخلاقهم الفاسدة يحتجبون عنه سبحانه بصورة اخرى ، وان اصحاب المعاصي الكبيرة والصغيرة والموبقات والمهلكات كل حسب درجة المعصية ومرتبتها يبتعدون عن سبيل الحق بصورة ثالثة . وان اهل الاهواء في الرغبات النفسية المباحة مع الانشغال والانهماك فيها يتخلفون عن سبيل الحق بصورة رابعة . وان اهل المناسك والطاعات الظاهرية الذين يعبدون من اجل عمران الآخرة وتلبية الشهوات النفسية ومن اجل البلوغ الى الدرجات العلى او الخشية من العذاب الاليم والنجاة من الدركات السفلى يحتجبون عن الحق وسبيله بصورة خامسة ، وان اصحاب تهذيب النفس وترويضها ، لاظهار قدرتها واالوصول الى جنة الصفات ، فيفصلون عن الحق ولقائه بشكل آخر ، وان اهل العرفان والسلوك والانجذاب ومقامات العارفين الذين لا يهمهم سوى لقاء الحق والوصول الى مقام القرب ، يحتجبون عن الحق وتجلياته الخاصة بنوع سابع لان التلون وآثار وجوده الخاص لا يزال عندهم موجودا .

ثم توجد بعد هذه المراتب درجات اخرى لا يناسب ذكرها في هذا المقام . فان على اصحاب هذه المراتب ان يراقبوا بدقة حالهم ، وان يطهروا انفسهم من الاهواء لئلا يتخلفوا عن طريق الله ولا يضلوا عن مسالك الحقيقة ، حتى تظل ابواب الرحمة مفتوحة عليهم ، مهما تكن مقاماتهم ومنازلهم . والله ولي الهداية .

Страница 168