الحديث الثاني والثلاثون [السعداء والأشقياء]
عن معاوية قال: سمعت رسول الله على المنبر يقول في خطبة أحد العيدين: ( الدنيا دار بلاء ومنزل قلعة وعناء، قد نزعت عنها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء ، فأسعد الناس فيها أرغبهم عنها، وأشقاهم بها أرغبهم أرعبهم فيها، هي الغاشة لمن استنصحها، والمغوية لمن أطاعها، والغادرة لمن انقاد لها، فالفائز من أعرض عنها، والهالك من هوى فيها، طوبى لعبد أبقى فيها ربه، وناصح نفسه، وقدم توبته، وأخر شهوته من قبل أن تلفظه الدنيا إلى الآخرة، فيصبح في بطن موحشة غبراء مدلهمة ظلماء، لا يستطيع أن يزيد في حسنه، ولا ينقص من سيئه، ثم ينشر فيحشر، إما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفد عذابها).
Страница 40