- أخبرنا الشيخ العابد أبو غالب لاحق بن الحصيب بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الكاغدي بذات عرق في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الوادي في عشر ذي الحجة من سنة أربع وخمسين وخمس مائة وكنت لقيته من قبل بأصبهان وكتبت عنه وشاهدته بطريق مكة ماشيا مع علو سنده وضعف متنه يخفي حاله عن المعارف والإخوان، ويقطع زمانه بالذكر، وتلاوة القرآن، وكنت أراقبه في المنازل، وأتقرب إلى بركة صحبته في المراحل، ذكر لي أنه حج مرارا كذلك وكان يبغي الصوم في الحضر رحمه الله، قال أنبأ جدي أبو منصور محمد بن علي بن عبد الرزاق الكاغدي بأصبهان سنة تسعين وأربعمائة، قال ثنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن ميله إملاء، قال ثنا أبو محمد غياث (ق42ب)
ابن محمد بن غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا مبشر بن مكسر، حدثنا أبو حازم، حدثني سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعه المسبحة والوسطى.
هذا حديث صحيح من رواية أبي حازم سلمة بن دينار المدني القاضي، وكان من زهاد البائعين وعبادهم مولى بني مخزوم فارسي الأصل، كان أشقر أحول، أعرج، يقال له الأمير يعض الناس كل يوم مرتين، بعد الصبح والعصر في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الساعدي الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه كان اسمه حزنا فسماه النبي عليه السلام سهلا، وكان عليه السلام يغير الأسماء القبيحة إلى الأسماء الحسنة تفاؤلا وأراد مثل ذلك من حزن جد سعيد بن المسيب فلم يقبله، وقال: لا أغير اسما سماني به أبي، قال سعيد فبقيت الحزونة فينا حتى الساعة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله خمسة عشر سنة، ومات سهل رحمه الله في سنة ثمان وثمانين، وقيل سنة إحدى وتسعين، وقد بلغ مائة سنة، وفي هذه السنة توفي أنس بن مالك رضي الله عنه بالبصرة.
Страница 16