Арбацин Мугнийя
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Жанры
566- وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما يجزيك الوضوء)) دليل على أن (إنما) للحصر؛ لأن المقصود من السياق عدم وجوب الغسل، وذلك لا يتم إلا إذا كانت للحصر، ففيه وجوب الوضوء منه وعدم وجوب ما سواه، وهذا هو الذي فهمه ابن عباس رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الربا في النسيئة))، فلم يحرم ربا الفضل، ولم يعارضه الصحابة رضي الله عنهم في فهمه، بل عارضوه بالأحاديث المقتضية ربا الفضل، فدل على اتفاقهم على أنها للحصر، ومعناه إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، ولذلك قال الفرزدق:
أنا الذائد الحامي الذمار وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
567- ثم هل إفادتها الحصر بطريق المنطوق أو المفهوم؟ فيه خلاف، منشأه أن (إنما) هل هي مركبة من (إن) المثبتة و(ما) النافية، أو هي كلمة مفردة موضوعة لهذا الحكم، أو هي بمعنى (ما) و(إلا)، فعلى القولين الأولين دلالتها بطريق النطق بخلاف القول الثالث، وفي هذا الموضع كلام طويل ليس هذا موضعه.
Страница 453