Арбацин Мугнийя
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Жанры
403- والصحيح الذي قاله المحققون أنهم كل من بين الشخص وبينهم قرابة، سواء كانت من جهة الأب أو الأم، وسواء كانت قريبة أو بعيدة، لقوله صلى الله عليه وسلم في أهل مصر: ((إن له ذمة ورحما)).
404- وقد ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى: {وتقطعوا أرحامكم}، أن المراد به رحم الدين التي يجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله، ونصرتهم، والنصيحة لهم، والقيام بحقوقهم الواجبة على الكفاية أو العين، كتمريض المرضى، ودفن الموتى، وما أشبه ذلك. والظاهر أن المراد بالرحم في الآية والحديث أخص من هذا، وهو ما تقدم ذكره في القول الثالث الذي اختاره أهل التحقيق، وعلى هذا، فالمراد بالصلة قدر زائد على الحقوق المتعلقة بالعموم، كالنفقة عليهم، والإحسان إليهم، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وبعضها أرفع من بعض، فمنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام أو بالسلام، وتفصيل ذلك يطول به الكلام. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي القرابة اثنتان، صدقة وصلة))، ففي هذا أنه يثاب على صلة الرحم قدرا زائدا على ثواب الصدقة، والله سبحانه أعلم.
Страница 408