Четыре письма древнегреческих философов и Ибн аль-Ибри
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
Жанры
وقد بينا الغرضين اللذين تقصد لهما المرأة وهما؛ الولد، وتدبير المنزل، فينبغي أن ينظر ما الذي يحتاج إليه لهذين الغرضين حتى يطلب، وأما الحسب والمال والجمال فليس من ذلك في شيء بل ربما ضرت هذه الوجوه كلها؛ لأن الجمال يكثر من يرمقه ويبصره فربما كان ذلك سببا لفساد صاحبه، والحسب يدعو صاحبه إلى الاتكال عليه وترك كثير مما يزينه، والمال ينطر (يبطر) الرجل في نفسه ورأيه. فكيف بالمرأة التي هي إلى نقص ما هي.
فالذي يحتاج إليه الولد من المرأة أمران: أحدهما من البدن، والآخر من النفس. فالذي من البدن صحة البنية، والذي من النفس صحة العقل، فإنه [ليس] مع سقم البدن وفساد العقل غاية. أما تدبير المنزل [فيحتاج] إلى فضائل كثيرة؛ أولها العقل والكيس، ثم قوة النفس والبدن (81) مع ضبط النفس والكف لها عن الشهوات. ثم ذلة النفس لتستعمل ذلك فيما بينها وبين زوجها، ثم رقة القلب لتستعمل ذلك فيما بينها وبين ولدها، ثم العدل في السيرة؛ لتستعمل ذلك فيما بينها وبين خدمها، فلا ترى شيئا مما يحتاج إليه الرجل من الفضائل، إلا وقد تحتاج المرأة إلى مثله بل [أكثر] لأنها أضعف وهي إلى اكتساب الفضائل أحوج.
وإذا كان ليس كل نفس تقبل الفضائل بالتأديب، فقد ينبغي للرجل أن يجتهد في اتخاذ من يعينه على قبول الفضائل بالطبع؛ ليمكنه أن ينعني (يبقي) على ما عنده ويريد (ويزيد) فيه، وليس يستقيم أمر المنزل حتى يوافق خلق المرأة خلق الرجل، وطريقه وليس يوافق خلق مرة (امرأة) السوء وطريقها خلق الرجل السوء وطريقه، ولا ينفعان (يتفقان) إلا أن يكونا صالحين، كما أن العود المستوي لا يطابق إلا العود المستوي، فأما العود المعوج فإنه لا يطابق المستوي ولا المعوج؛ لأن الاستواء طريق واحد والاعوجاج إلى طرق كثيرة. فلذلك يحتاج الرجل والمرأة جميعا أن يكونا عاقلين عفيفين منصفين، وإن لم يكونا كذلك لم يتفقا وفسد تدبير منزلهما.
ومن شك فيما قلنا من أنه يحتاج إلى أن يجتمع في المرأة جميع الفضائل [يتحقق] ذلك بأنه لا يشك أنها قيمة المنزل ومدبرته، والمفكرة فيما (82) يصلحه والمتولية لسياسة من فيه من الخدم وغيرهم. فهل يكون التدبير إلا من ذي عقل ومعرفة؟ وهل تكون السياسة إلا من ذي رفق وأناة مع الشدة في موضع الشدة؟ وهل تكون المصلحة إلا مع الضبط والحفظ؟ وهل يكون حسن القيام إلا مع الكيس والذكاء؟ وهل يتم هذا كله إلا مع صيانة النفس واطراح الشهوات واللذات إلا ما حسن منها وبعد عن الغلو ثم الصبر على الأذى، واحتمال المشقة والسخاء بالنفس والانقياد للعدل؟ وإلا فكيف يصون منزله من لا يصون نفسه؟ وكيف ينفرع (يتفرغ) لما يصلحه من هو مشغول بشهواته ولذاته؟ وكيف يضبط من تحت يده من قد عجز عن ضبط نفسه؟ وكيف يدوم على الطريقة من لا صبر له؟ وكيف يصبر على مؤونة الولد في تربيته والقيام بشأنه، وعلى خدمة الزوج من لا احتمال له؟ وهل ئوبر (يؤثر؟) على نفسه إلا من في نفسه من القوة والنجدة ما يسهل ذلك عليه ؟ وهل يصبر على الظلم [إلا] من كان الإنصاف والعدل أقل ما عنده؟
فإنه ليس لأحد أن يقوى [على] المرأة فيتفق ما بينها وبين زوجها وما بينها وبين ولدها [لكي] تخير ظلمهم لها على ظلمها لهم، وتحتمل عصبهم (غضبهم) وحههم (وجهمتهم) [واستبدادهم] في أوقات صحراتهم (ضجراتهم؟) وعند العلل التي تعرض لهم ثم تريهم أن [الفضل؟] في ذلك (83) كله لها دونهم، ثم لا تحقده عليهم ولا يكون في نفسها منه شيء بل إذا ذكرته في بعض الأوقات جدد لها رقة عليهم ورحمة لهم، وجعلته مكان الاعتذار به عليهم ذكرا لتلك الحالات التي دعتهم إليها من صحر (ضجر) أو اغتمام أو علة قربت لهم من ذلك وتفجعت له، وكانت أمنيتها ألا ترى مثل ذلك لنفسها، وأنها تكره مثل الذي كان منهم، ولكن إبقاء عليهم وشفقة من كل ما أذاهم وغير حالهم. فأين نفس أكمل من نفس تجتمع فيها هذه الخصال، وإذا اجتمعت هذه الخصال في المرأة فقد سعدت في نفسها، وسعد بها زوجها وولدها، وشرف بها أهلها وصارت قدوة للنساء،
ثم يتلو أمر المرأة أمر الولد فأقول: (1-4) في تدبير الولد
إن أفضل الولد ما كان من حرة صحيحة البدن صحيحة العقل جامعة لهذه الخصال، فهذا هو أول صلاح الولد والأساس الذي بني عليه تأديبه ويقوم طريقته، وينبغي أن يؤخذ بالأدب من صغره، فإن الصغير أسلس قيادا وأسرع مؤاتاة، ولم تغلب عليه عادة تمنعه من اتباع ما يراد منه، ولا له عزيمة تصرفه عما يؤمر به. فهو إذا اعتاد الشيء ونشأ عليه خيرا كان أو شرا لم يكد ينتقل عنه، فإن عود من صباه المذاهب الجميلة والأفعال المحمودة بقي عليها (84) ويريد (ويزيد) فيها إذا فهمها، وإن أهمل وترك حتى يعتاد ما تميل إليه طبيعته، ثم أخذ بالأدب بعد علبه (غلبة) تلك الأمور عليه عسر انتقاله على الذي يؤدبه، ولم يكد يفارق ما قد جرى عليه، فإن أكثر الناس إنما ىريون (يرثون؟) سوء مذاهبهم من عادات الصباء، فإنه لم يكن يقدم (مقوم) لهم في الآداب .
وقد رأيت كثيرا لا يحصون يعلمون أن مذاهبهم مذاهب رديئة، ولا ىحفي (تخفى) عليهم الطرق المحمودة، ويعسر عليهم الرجوع إلى تلك الطرق لعلىة (لغلبة) تلك المذاهب عليهم. فإن حملوا أنفسهم عليها في بعض الحالات حياء من الناس في الظاهر لم يعدموا إذا خلوا أن يرجعوا إلى المذاهب الأخر التي قد غلبت عليهم وتمكنت في طباعهم.
ورأيت أيضا كثيرا من الأولاد ما دام اباهم (آباؤهم) وغيرهم ممن يأخذهم بالأدب أحياء، فهم ملازمون الطريق المحمودة، فإذا فقدوهم صاروا إلى أخبث الطرق وأردئها، وليس من الأسباب شيء أقوى في ذلك من عادة الصباء إلا أن الصبي إذا كان في طبعه أن يميل إلى الأشياء الرديئة، وسلك مع هذا طريق الاعتياد لها كان عليها أحرص وإليها أسرع، وفيها أشد دخولا حتى تستحكم فيه، ولا يكون له إلى مفارقتها سبيل، وباداء (وبإزاء) هذا أن يكون الصبي جيد الطبع (85) يسلك به طريق الاعتياد للخير؛ فيكون كل واحد من طبعه وعادته مقوما لصاحبه حتى يقوى الخير فيه ويستحكم. فكما أن ذلك لا يقدر على مفارقة الأمور [الرديئة لا يقدر هو مفارقة الأمور] المحمودة، وفيما بين ذلك أن يكون الصبي جيد الطبع، ثم يحمل على الأشياء الرديئة أو يتفق له مقارنة أهلها، أو يكون رديء الطبع ثم يحمل على الأشياء المحمودة أو يتفق له أن يرى من يسلكها، فهذان قد تنقلهما العادة عن الطبع، وقد يمكنهما النزوع بعد ذلك عن العادة والرجوع إلى ما عليه البينه (البيئة). وأصلح الصبيان من كان بينهم مطبوعا على الحياء وحب الكرامة وكانت له أنفة، وإذا كان ذلك كان تأديبه سهلا، ومن كان منهم قليل الحياء مستخفا بالكرامة بعيدا من الأنفة عسر تأديبه، ولا بد لمن كان كذلك من تحريف (تخويف) عند الإساءة وإفزاع، ثم الإحسان إذا أحسن، فأما الذي له أنفة وفيه حب الكرامة فالمدح والذم يبلغان منه عند الإحسان والإساءة ما لا تبلغه العقوبة والعطية من غيره، وينبغي أن يتفقد الصبي في جميع حالاته من مطعمه ومشربه ونومه وقيامه وقعوده، وحركته وكلامه وجميع أموره، ويعلم في جميع هذا تجنب القبيح والقصد الجميل، فإنه إذا عرف الجميل (86) والقبيح في هذه الأشياء وقاما في نفسه تنبه عليهما وفهمهما في غيرهما من جميع الأمور، ولم يحتج في كثير من ذلك إلى تقويم، وأنا مبين لك طريقا إلى ذلك فأوله أمر الطعام فأقول:
أدب الولد في الطعام
Неизвестная страница