Арам Дамаск и Израиль: в истории и библейской истории
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
Жанры
Lemche ، الذي يضع كامل أحداث الخروج خارج الإطار التاريخي، ويعتقد بالأصل المحلي للإسرائيليين، فيجد بأن عابيرو رسائل تل العمارنة قد لجئوا إلى المناطق الهضبية من فلسطين بعد إخفاق عملياتهم العسكرية، وتمازجوا تدريجيا مشكلين شعب إسرائيل.
7
ولكن الاتجاهات الجديدة في البحث تميل إلى نفي وجود صلة بين عابيرو القرن الرابع عشر في فلسطين، وعبريم التوراة. فالباحث لوريتس
Lorets
على سبيل المثال، وهو من أهم نقاد هذه الفرضية، يرى أنه بصرف النظر عن وجود صلة بين كلمتي عابيرو وعبريم المختلفتين تماما، فإنه لا يوجد لدينا أي دليل تاريخي يدعو إلى الربط بين هذا النوع من المقارنات اللغوية وبين مسألة أصول إسرائيل. والمسألة هنا لا تتعلق فقط بالفجوة الزمنية بين عصر العابيرو والفترة المفترضة لدخول الإسرائيليين، بل بمدى التحولات الاجتماعية المتضمنة في الفترة الفاصلة بين عصر العابيرو وعصر تدوين التوراة. وعلى فرض وجود صلة لغوية بين عابيرو وعبريم، وهي صلة غير مؤكدة على الإطلاق، فإن ذلك لا يعدو أن يكون نوعا من التشابه الذي لا يتضمن أية وقائع تاريخية. وذلك إضافة إلى معلوماتنا الجديدة عن المناطق الهضبية في فلسطين، والتي كانت خالية من السكان خلال العصر الانتقالي من البرونز الأخير إلى عصر الحديد، ولم يكن فيها لا عابيرو ولا عبرانيون.
8
انتهى عصر البرونز الأخير بكارثة مناخية واقتصادية شاملة، كما أشرنا منذ قليل، وانهارت ممالك ذلك العصر من بحر إيجة إلى الأناضول هبوطا نحو الساحل السوري وفلسطين. فقد ضربت المجاعة أنحاء المملكة الحثية جميعها في أواخر القرن الثالث عشر، وأرسل الملك الحثي يطلب شحنة قمح من أوغاريت. ولم تلبث المملكة طويلا حتى تفككت، وراح سكانها يبحثون عن مناطق جديدة تعيلهم في كل حدب وصوب، ثم تبعتها أوغاريت التي لم تصمد طويلا حتى انهارت تماما حوالي عام 1182ق.م. ويبدو أن شعوب البحر الذين أخلوا مناطقهم في اليونان وجزر بحر إيجة، وحط فريق منهم على الشواطئ الحثية؛ كانوا يسيرون في أرض محروقة خلت من السكان والزرع والضرع. ولعل الشيء نفسه ينطبق على أوغاريت التي يرجح بعض الباحثين اليوم أنها لم تسقط بيد شعوب البحر، وإنما هجرها سكانها بعد أن ضربتها الزلازل، ولم تكن البنية الاقتصادية للمدينة تسمح بإعادة بنائها. وتسير هذه الفرضية إلى القول بأن معظم المدن التي دمرت خلال هذه الفترة كانت في حالة انهيار اقتصادي كامل أدى إلى إطلاق رصاصة الرحمة عليها بوسائل شتى. من هنا، فإن النظرية القديمة، التي تعزو دمار ثقافة عصر البرونز الأخير إلى الجماعات المدعوة بشعوب البحر، لم تعد بالنظرية المفضلة الآن. ولكن من هم بالضبط شعوب البحر الذين كتبوا الفصل الأخير في مسلسل انهيارات ثقافة البرونز الوسيط؟
بعد انهيار الحضارة المسينية في كريت وجزر بحر إيجة بتأثير الكارثة المناخية، والغزوات العسكرية التي أجهزت عليها؛ تم اقتلاع جزء كبير من سكان هذه المناطق وتشتيتهم في الأصقاع المجاورة. ويبدو أن ضغط البرابرة على اليونان وجزر بحر إيجة، قد أدى إلى سلسلة من تحركات الشعوب بحثا عن مناطق جديدة للاستقرار، بعيدا عن عالم تم تهديمه تماما. وقد وصلت طلائع هذه الفئات الهائمة - التي ترتحل مع خيامها وأسرها ومتاعها المنزلي - إلى شمال أفريقيا، وتعاونت مع الليبيين الذين كانوا يتربصون منذ زمن طويل للانقضاض على مصر، فتقدم هذا التحالف المؤقت نحو الدلتا في محاولة للاستقرار فيها. ولكن الفرعون مرنفتاح تصدى لهم بقوة، وردهم عن حدود مصر البرية والبحرية في معركة فاصلة جرت حوالي عام 1220ق.م. وفي الوقت نفسه تقدمت جماعات متحدة أخرى من شعوب البحر هؤلاء، منطلقة من نقطة ما من الأرخبيل الإيجي، وحطت على شواطئ آسيا الصغرى مخترقة أراضي المملكة الحثية المخربة وشبه المهجورة، مستولية على ما يمكن الاستيلاء عليه مما أبقت عليه المجاعة التي توطنت في تلك المناطق. ثم تابعت طريقها هبوطا نحو بلاد الشام مهدمة أو مستولية على المدن التي صمدت أمام الكارثة المناخية، وأخذت الطريق الساحلي نحو فلسطين حيث أشاعت الفوضى والدمار في ممالك المدن الكنعانية، وهدفها الأخير مصر، أسمن الطرائد في ذلك العصر. ولكن خليفة مرنفتاح الفرعون رمسيس الثالث تصدى لهم في جنوب فلسطين، وقضى عليهم نهائيا كجماعة عسكرية موحدة، فتفرقوا في المنطقة وذابوا تدريجيا في تركيبها السكاني. ويبدو من الوثائق المصرية أن فريقا منهم، وهو الذي يدعى البيليست، قد توطن في ساحل فلسطين الجنوبي، وهي المنطقة التي تدعوها الأسفار التوراتية بأرض الفلسطينيين، وتدعوها الوثائق الآشورية بفلستيا.
غير أن هؤلاء المستوطنين على الساحل الفلسطيني لم يحافظوا على تكوين عرقي وثقافي مدة طويلة. ذلك أن دراسة المخلفات المادية لثقافة هذه المنطقة منذ مطلع عصر الحديد
9
Неизвестная страница