Философские взгляды на кризис времени
آراء فلسفية في أزمة العصر
Жанры
7 «محنة الحضارة».
8 «توحيد العالم وتغير النظرة التاريخية».
9 «توحيد العالم وتغير النظرة التاريخية».
10 «الفكرة الراهنة في «التاريخ»».
11 «هل يعيد التاريخ نفسه؟»
الفصل الثاني
ألبرت أينشتين
(1879-1955م)
اعتاد أعضاء معهد الدراسات العليا في برنستن أن يطلوا من نوافذ حجرات الدرس في الأيام المشمسة، أو الأيام الممطرة، أو حتى في أثناء العواصف التي كانت تهب بين الحين والحين، فتقع عيونهم على رجل صغير الحجم بدين وخط رأسه المشيب، يرتدي سروالا فضفاضا في غير أناقة وقميصا ذا بنيقة لينة يعلوه صدر رياضي، يعبر فناء المعهد في طريقه إلى غرفة الدرس الخاصة به. وعلى أحد جدران غرفته سبورة يدون عليها هذا الرجل الرقيق معادلاته الرياضية، أو يرقب زائريه وهم يتطلعون إليه ممسكا بالطباشير. هذا الرجل هو ألبرت أينشتين في السنوات الأخيرة من العقد السابع من عمره، وقد تجنس بالجنسية الأمريكية، وقنع من أعماق قلبه بعزلته التي اختارها لنفسه في المدينة الجامعية الشرقية الصغيرة، وقد أمسى هذا الرجل وهو لا يزال على قيد الحياة أسطورة من الأساطير، وكان - غير منازع - أعظم نابغة في العلم في العالم الحديث، ومع ذلك فقد عرف بإشراق قلبه العطوف، كما عرف بقوة عقله الخالقة التي بلغت حد الإعجاز.
وأينشتين هو العامل الوحيد لثورة القرن العشرين في الطبيعة؛ تلك الثورة التي عرفت باسم نظرية النسبية. وقد أضاف - إلى جانب ذلك - كثيرا إلى تطور نظرية الطاقة الذرية، وسار شوطا بعيدا وعرا وسط الإنتاج العلمي الخطير تميز به العهد الذي عاش فيه. وكان عليه أن يقف سنوات متعددة في وجه المعارضين من أكبر علماء عصره الذين أصابهم الذعر من آرائه، والذين شق عليهم أن يهضموا التغيرات المذهلة في النظرية الأساسية التي تتعلق بالمكان والزمان والكتلة والطاقة والجاذبية، وتتعلق في نهاية الأمر بهندسة الدنيا. ومن المتناقضات العجيبة أنه في الوقت الذي كان يتأهب فيه المجتمع العلمي للاعتراف في حماسة بثورة أينشتين في الطبيعة ، وبعد تنبؤات أينشتين فيما يتعلق بالتواء شعاعات الضوء، تلك التنبؤات التي أثبتها بشكل مسرحي فريقان علميان إنجليزيان في عام 1919م، كان أينشتين نفسه يواصل البحث في جلد عجيب عن نظرية موحدة تضم في قانون واحد الظواهر الطبيعية، صغيرة كانت أو كبيرة. وقد ضم أينشتين ثمرة ثلاثين عاما من البحث الدائب في هذه المشكلة الضخمة في طبعة عام 1950م لكتابه «معنى النسبية». وهكذا نرى أن أينشتين قد تشكك مرة أخرى في عمله العلمي قبيل انتهاء حياته، وقد وجد هذا الشك إلى نفسه سبيلا منذ حداثته.
Неизвестная страница