163

Ар-Рахик аль-Махтум

الرحيق المختوم

Издатель

دار الهلال

Номер издания

الأولى

Место издания

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Жанры

بناء مجتمع جديد قد أسلفنا أن نزول رسول الله ﷺ بالمدينة في بني النجار كان يوم الجمعة (١٢ ربيع الأول سنة ١ هـ الموافق ٢٧ سبتمبر سنة ٦٢٢ م)، وأنه نزل في أرض أمام دار أبي أيوب، وقال: ههنا المنزل إن شاء الله، ثم انتقل إلى بيت أبي أيوب. بناء المسجد النبوي: وأول خطوة خطاها رسول الله ﷺ بعد ذلك هو إقامة المسجد النبوي. ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة وكان يقول: هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر وكان ذلك مما يزيد نشاط الصحابة في البناء حتى إن أحدهم ليقول: لئن قعدنا والنبي يعمل ... لذاك منا العمل المضلل وكانت في ذلك المكان قبور المشركين، وكان فيه خرب ونخل وشجرة من غرقد، فأمر رسول الله ﷺ بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل والشجرة فقطعت، وصفت في قبلة المسجد، وكانت القبلة إلى بيت المقدس، وجعلت عضادتاه من حجارة، وأقيمت حيطانه من اللبن والطين، وجعل سقفه من جريد النخل، وعمده الجذوع، وفرشت أرضه من الرمال والحصباء، وجعلت له ثلاثة أبواب، وطوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع، والجانبان مثل ذلك أو دونه، وكان أساسه قريبا من ثلاثة أذرع. وبنى بيوتا إلى جانبه، بيوت الحجر باللبن، وسقفها بالجريد والجذوع، وهي حجرات أزواجه ﷺ، وبعد تكامل الحجرات انتقل إليها من بيت أبي أيوب «١» .

(١) صحيح البخاري ١/ ٧١، ٥٥٥، ٥٦٠، زاد المعاد ٢/ ٥٦.

1 / 166