Аквам Масалик
أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك
Жанры
وفي هذا القرن تميز علماء الإنكليز عن غيرهم بإتقان علم الهيئة والفلك، فمنهم هالي الذي شرح خواص الهواء وأسرار مد البحر وجزره وأسرار المغناطيس وحركات ذوات الأذناب، وارتكب المشاق والأخطار في تطلب العلم من نوازح الأقطار، حتى بلغ جزيرة صانت آلان في البحر المحيط، ورسم على صخورها خريطة نجوم القسم الجنوبي من الهيئة، وبذلك ارتفع شأن رصد غرينتش في إنكلترة. ثم المنجم فلامستيد الذي بين ملاحظات عديدة في علم الفلك تلقاها الناس بالقبول، ثم نيوطن المشتهر اشتهارا أنسى به ذكر سابقيه، وله تأليف كبير أحدث به في الفلسفة تغييرا غريبا وقع من الناس موقع الإعجاب، وفي ذلك الوقت ظهر من شعراء الإنكليز درايدن وبوب، ومن كتبة الإنشاء إدسون، وفي القرن الثامن عشر حازت فرنسا خمسة أشخاص من مشاهير الكتبة بذلوا الجهد في إيضاح طرق الفلسفة وتشييد مبانيها، وهم فونتنيل الذي انسجمت مكاتيبه فيها، ثم بوفون مشفع أفلاطون، وبلين الذي كسا علم الفلسفة رقة التعبير في كتابه الذي خلد ذكره وأعرب عن رقة طبعه ودماثة أخلاقه. ثم مونتسكيو الذي صرف همته إلى كتب السياسة، وأبانت تصانيفه عن غاية معرفته بها، وكفى شاهدا على ذلك ما كتبه في السبب الذي كبرت به الدولة الرومانية وتعاظمت، والذي سقطت به وانقرضت، وهو كتاب عجيب يحتوي على تعليقات صادقة وعبارات محررة راشقة، وكتابه الآخر المسمى «بحكمة القوانين» الذي بين فيه الحقوق الإنسانية وقسمها إلى ثلاثة أقسام؛ أولها: الحقوق المعتبرة بين الأمم في خلطتها السياسية والمتجرية. وثانيها: حقوق الدول على رعاياها، وبالعكس. وثالثها: حقوق الأهالي فيما بينهم. ثم قسم حالة الدول إلى ثلاثة أقسام أيضا؛ الأول: الدولة الوراثية خلفا عن سلف المطلقة التصرف بلا قيد. الثاني: الدولة الوراثية كذلك المقيدة بالقوانين. الثالث: الدولة الجمهورية المقيدة بالقوانين أيضا. والجمهورية عندهم كناية عن انتخاب الأمة رئيسا لدولتهم يتصرف في إدارتها بمقتضى القوانين مدة حياته أو لمدة معلومة، ثم ينتخب غيره، وبين ما ينشأ من الخير والشر عن الأحوال الثلاثة وهو معدود عند أهل أوروبا قانونا صحيحا في الأحكام. ومن تمثيلاته البديعة تشبيه المستبد في تصرفاته بمن يتوصل لاجتناء الثمرة بقطع الشجرة من أصلها، وله في غير ذلك تآليف عديدة تلقاها الناس بالقبول. ورابعهم دلمبير صاحب التأليف المحلى بقلائد القواعد الحاوي بأوضح بيان ما كاد يأتي على سائر الفوائد. وخامسهم كندلياك الذي بسط أشعة التحقيق على تأليف لوك الإنكليزي في علم الفلسفة.
ومن مشاهير القرن الثامن عشر ولتير، وهو ممن أخذ راية الكتابة باليمين والشمال، واشتهر في سائر فنونها اشتهار الدجال في الأجيال، ولو لم يحمله انحلال العقيدة على عدم احترام الشرائع والديانات لكانت شهرته أتم والنفع بمعارفه أعم، ومنهم جانجاك روصو وهو نظير ولتير في الشهرة وله من حسن التعبير ما لا تستقر معه الأوهام، وهذان الكاتبان المجيدان هما اللذان أنشآ ثورة أهل فرنسا سنة تسع وثمانين وسبعمائة وألف، الموافقة لسنة مائتين وألف هجرية، هيآ أسبابها واستعجلا وقوعها، ومنهم جان باتيست روصو صاحب الأشعار والمعاني الرائقة. ومنهم لوساج مؤلف «جلبلاس»، الكتاب المحتوي على المقامة الفلسفية الذي هو من أحسن ما ألف في بابه.
ومن مشاهير هذا القرن لناوس من أهل السويد اشتهر في الطبيعيات، وفيه ظهر بألمانيا الشاعران غوتي وشلر، فالأول فاق أقرانه في محاسن الآداب، والثاني استحق اسم المجدد لتياطرات الألمان، فإنه ركب ألعابا معتبرة ينشد فيها مستظرفات الأشعار، وله تآليف في التاريخ شاهدة بتقدمه في ميدان الأفكار. كما ظهر فيه بإنكلترة المؤرخون الثلاثة الذين تشرف بهم وطنهم، وهم غيبون وهيوم وروبرتسون. ثم ظهر بها أيضا آدم سميث الذي فاق أقرانه في علم الرياضيات والاقتصاد السياسي، والمعلم الطبيعي بانكس، والجراحيان وليم هنتر وأخوه جن وكاوندش الذي حلل أجزاء الماء، والفلكيون: برادلي وهرشل وبنجمن فرانكلن الذي خلد اسمه ببيان الأمور المتعلقة بالجاذب المغناطيسي.
ومن مشاهير إنكلترة في القرن المذكور أركرايت الذي اخترع آلة غزل القطن، ثم خرج عن صف العامة ثلاثة أشخاص استنبطوا لهذه الآلة ما أكسبها قوة غير محصورة، وهم سميطن وفلطن وجامس وات، وهذا الأخير هو الذي اخترع الكيفية العجيبة في الانتفاع بالآلة البخارية التي اخترعها أولا نيوكمن، كما ظهر بهذا القرن الخدمات العجيبة الهائلة على يد المهندس برادلي، فتضاعفت طرق المواصلة بإنكلترة وفتحت الخلج العديدة في الأماكن التي كانت معطلة؛ وبذلك نمت نتائج الأيدي واتسعت دوائر متجر الإنكليز وثروتهم وارتفع شأن السياسة. فمن النتائج كثرة استخراج معادن الأرض بسهولة المناولة والمواصلة، وكذا جلب القطن والكتان وغيرهما واصطناع الأقمشة منها في أسرع وقت، كل ذلك بمعونة الآلات المذكورة، وقد كبرت بلدانها الصغيرة لاتساع نطاق المتجر فيها حتى صارت من البلدان المعتبرة. وهاك مثالا جزئيا تعلم به التبديلات الخطيرة الواقعة في أحوال المتجر، وهو أن قيمة ما كان يخرج من سائر بلدان إنكلترة من القطن المصنوع لم تكن في أوائل القرن الثامن عشر تتجاوز خمسمائة ألف فرنك في السنة. وفي أواسط هذا القرن بلغت قيمة ما يخرج من ذلك في السنة خمسمائة مليون فرنك. ولنمسك عنان القلم هنا حيث بلغنا إلى القرن التاسع عشر الذي صار فيه المشاهير بالعلوم والصناعات أكثر من أن يحصوا، والساعون فيما يزيد نوع البشر تحسينا أجل من أن يضبطوا. ولم يزل الملوك يرغبون الناس في أسباب التمدن وينشطونهم بالجوائز وعلامات العناية، وبوضع صور مشاهيرهم بمجامع العامة لتوفير دواعي البحث عما يمكن أن ينفع جنسهم ويخلد ذكرهم. (2) تلخيص المكتشفات والمخترعات
في أوائل القرن الرابع عشر استعمل أهل أوروبا في سفنهم البوصلة المنقولة عن العرب كما تقدم، وكشف أهل البرتغال عدة جهات من شطوط أفريقية الغربية وأحاطوا بالجهة الجنوبية من رأس الزعزعة المسمى من ذلك الوقت ب «رأس الرجاء الصالح»، ووجدوا بذلك طريق الهند في البحر وأحدثوا فيها عدة مستعمرات. وفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة وألف اخترع المطبع بألمانيا. وفي سنة ست وستين وأربعمائة وألف وجدت فبريكة الحرير بمدينة ليون من فرنسا. وفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وألف كشف كريستوف كولومب أميركا. وفي القرن السابع عشر حدثت فبريكة القطن بإنكلترة وفرنسا وظهرت المرآة التي تكبر الأشياء المتقدم ذكرها، وظهرت البوسطة؛ أي بيت المكاتيب، وتحرر ميزان الهواء بالوجه المتقدم. وفي سنة ثمان وأربعين وستمائة وألف ظهر استعمال الكينا بأوروبا. وفي سنة سبع وستين وستمائة وألف استعملت فبريكة نسج البسط الرفيعة بباريس. وفي سنة أربعين وسبعمائة وألف أنشئت فبريكة الذكير المذاب بإنكلترة. وفي سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وألف اخترع فرنكلن جواذب الصاعقة التي تجذب القوة الكهربائية من السحاب وتدخل بها في الأرض. وفي سنة ستين وسبعمائة وألف تأسس بباريس محل لتعليم الصم البكم والعمي القراءة والكتابة والرياضات، ثم اقتدى بذلك بقية ممالك أوروبا، حتى إنه يوجد اليوم بها من الأماكن المخصوصة بتعليمهم نحو مائة وخمسين. وكيفية ذلك في الأصم الأبكم أن يروه صور الحروف ويصطلحوا معه على تخصيص كل حرف منها بإشارة مخصوصة في الأصابع، ثم يحضروا له الشيء المراد تعريفه إياه ويكتبوا اسمه له على مقتضى تلك الحروف الإشارية؛ فبهذه الواسطة يصير قابلا للتعليم لتيسير الكلام معه بسهولة، وفي الأعمى بجعل حروف له ذات أجرام؛ فبذلك يقبل تعلم القراءة والكتابة، وإذا أريد تعليمه الجغرافيا ترسم له الخريطة أجراما ممسوسة فيسهل تعلمه إياها جدا حتى يصير بحيث متى طلب منه تعيين محل من الأرض أو بلد من البلدان وضع يده عليه بدون مشقة.
وفي سنة ست وسبعين وسبعمائة وألف اخترع الطبيب جنر الإنكليزي من مدينة بركلي كيفية تلقيح الجدري. وقد تنازع مؤرخو الإنكليز والفرنسيس وأميركا في اختراع الآلة البخارية، فكل يدعي ذلك لأهل مملكته. والذي حرره أراغو الفلكي الفرنساوي هو أن الماكينجي هيرون الإسكندراني فكر في قوة البخار والمنافع التي يمكن تحصيلها به، وكان ذلك قبل الميلاد المسيحي بمائة وعشرين سنة، لكن بقي هذا الرأي عقيما عدة قرون. ثم في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وألف من الميلاد المذكور كتب بلاسكودي غراي الإسبنيولي الأصول التي يمكن حصولها عن تلك القوة، وفكر في استعمالها، وكتب مثل ذلك سلمون دوكوس الفرنساوي في سنة خمس عشرة وستمائة وألف، ثم في سنة ثلاث وستين وستمائة وألف استقل بهذا الشأن ورشستر الإنكليزي إلا أن ما أنتجته فكرته لم يكن كافيا في حصول الانتفاع بتلك القوة. ثم في سنة تسعين وستمائة وألف فكر في شأنها المهندس دنيس بابين الفرنساوي إلى أن ركب في سنة خمس وتسعين وستمائة وألف الآلة البخارية بالبستون، وهو شيء يشبه مدق المكحلة، وهو أول من ظهر له جعل القوة القابلة للبسط في آلة نارية، حيث إن البخار ينبسط عند شدة الحرارة وينقبض عند البرودة. ثم اعتنى بذلك الماكينجي الإنكليزي جامس وات المتقدم الذكر الذي ظهرت أعماله في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بتوجيهه العناية إلى هذه المأثرة وبحثه عن سائر أجزاء الآلة البخارية، حتى ارتقى في ذلك درجة تنيله منصب الاختراع لها.
وقد كان دنيس بابين المذكور أشار إلى أماكن السفر بها في البحر، وبين كيفية ذلك بغاية الإيضاح. وفي سنة ست وثلاثين وسبعمائة وألف أخذ جونتان هلس الإنكليزي السراح من الدولة في استعمال الآلة المذكورة بسفينة، لكن لم تتم له الموجبات، فكانت جدوى فعله قليلة. وفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة وألف صنع الماكينجي بريا الفرنساوي السفينة الأولى البخارية، وبعد ثلاث سنين اخترع جوفروي الفرنساوي الآلة المذكورة وألقاها على وادي دوب بفرنسا، وفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وألف ألقى على وادي صون بفرنسا أيضا سفينة كبيرة من ذلك النوع، وسارت. ثم استقل بالمأثرة المشار إليها جماعة في إنكلترة نجح سعيهم فيها، وهم ميلر في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وألف، ثم لورد ستنهوب في سنة خمس وتسعين وسبعمائة وألف، ثم سيمنغطن سنة إحدى وثمانمائة وألف. وفي السنة الثالثة من القرن التاسع عشر جرب الأميركاني فلطن بباريس عمله بتلك الآلة، فرأى مخائل النجاح، وكان معه من أهل وطنه ليونسطن فوضعا على وادي سون أول فابور تام بالعجلات، وذلك في تاسع أغشت من السنة المذكورة، لكن لم يتفق إنجاز المأثرة المذكورة بفرنسا؛ لعدم اعتناء الدولة بها في ذلك الوقت، فلما أيس فلطن من نجاح سعيه هناك حمل مخترعه إلى وطنه أميركا وأشهره بها. ويقول أهل فرنسا: أن من سوء البخت عدم انجذاب بال الدولة في ذلك الوقت لهذه النتيجة الباهرة. وفي السنة السادسة من القرن المذكور سافرت السفينة البخارية المسماة «كلرمونت» من نيويورك إلى فيلادلفيا في الممالك المتحدة بأميركا. وفي سنة أربع عشرة وثمانمائة وألف شرع المذكور في اصطناع الفرقاطة البخارية الأولى، فمات قبل إتمامها، وفي حياته صنع بتلك المملكة عدة فابورات صغار، منها المسمى «فلطن» الذي التقى بالسفينة الحاملة لنابوليون الأول إلى جزيرة صانت الآن التي بقي فيها بعد سقوطه، فلما رأى الفابور المذكور وذنب دخانه شائل في الجو ندم على إعراضه عن تلك المأثرة التي تم ظهورها في غير بلاده. وجميع التحريرات البخارية مستنبطة من قواعد فلطن المذكور؛ لأنه كان مهندسا حاذقا لبيبا، ثم انتشر هذا المخترع بسائر جهات أوروبا على التعاقب شيئا فشيئا، وأما استعمال آلة الذنب المسماة آليس بدلا من العجلات، فأول من فكر فيها دوكي الفرنساوي سنة سبع وعشرين وسبعمائة وألف، وبوكتون سنة ثمان وستين وسبعمائة وألف.
وفي سنة ثلاث وثمانمائة وألف أخذ شارل دلري الرخصة في عمل الآلة المذكورة إلا أن سعيه إذ ذاك لم ينجح لعدم وجود المبالغ اللازمة من المال، فاغتنم التفرغ لهذا العمل المهندس أريكصون الشهير من أهل السويد في الممالك المتحدة بأميركا من سنة ست وثلاثين وثمانمائة وألف إلى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف إلى أن تم، واستعمل في سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف، وقد شاع العمل به الآن. وفي سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وألف ارتفع في الهواء بالبالون مونغولفيي الفرنساوي، والبالون قبة من الحرير مصنوعة بكيفية لا ينفذ بها من مسامها الغاز الذي هو ألطف من الهواء فتملأ القبة بتلك المادة فتصعد في الجو لصيرورتها أخف من الهواء. وفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة وألف اخترع ولتا البيل الذي يستعمل للتذويب وللتلغراف الكهربائي، وفي سنة إحدى وثمانمائة وألف اخترع جكار الحائك آلة النسج التي تنسج بدون واسطة اليد، وهذه الآلة أورثت تبدلا كبيرا في أمر النسج وارتفع بها شأن فبريكات ليون بفرانسة التي تصنع الأقمشة الحريرية وغيرها؛ ولذلك رفع أهلها صورة المخترع المذكور ببطحاء المدينة إظهارا لممنونيتهم له. وفي سنة ست عشرة وثمانمائة وألف ظهر بلندرة حادث إسراج الغاز، كما ظهر بها في السنة المذكورة الستينوغرافي، وهي كيفية تسهل استيعاب الكاتب جميع ما ينطق به اللسان السريع باصطلاح مخصوص، والواضع لها رامزي من أهل سكوتلاند. وفي سنة تسع وعشرين وثمانمائة وألف ظهرت أول كروسة تامة تجري على طريق من الحديد، وهي من مخترعات المهندس ستيونصن الإنكليزي، واخترع ويتصطون الإنكليزي أيضا الكيفية المستعملة في التلغراف المذكور، واخترع نيبس وداغير الفوتغرافي؛ أي ارتسام الصورة بواسطة المرآة وبقاءها، ولهذه الصناعة فوائد جمة في الطبيعيات والفلك.
ولما كان تقدم أهل أوروبا في ميدان التمدن الذي من نتائجه الاختراعات المشار إليها، إنما كان بتمهيد طرق العلوم والفنون وتسهيل أسباب استحصالها، وكان للمملكة الفرنساوية مزيد شهرة بحسن التنظيم في أطوار التعلم والتعليم؛ رأينا أن نبين تراتيبها الناجحة ليقاس عليها بقية الممالك لاقتداء بعضهم ببعض في مثل ذلك، فنقول: اعلم أن طبقات المتعلمين عندهم ثلاث؛ لأن المتعلم إما مبتدئ أو متوسط أو منته، وانقسام الفنون على هذه الطبقات باعتبار سهولة الفن وصعوبته، فالفنون الأولية مثل: علم الأخلاق وأصول الديانة والقراءة والكتابة والمفردات اللغوية وأصول الحساب والوزن والكيل، وأصول التاريخ والجغرافيا ومبادئ سر الطبيعة والاستدلال بالموجودات الأرضية، ومبادئ الفلاحة والصناعات، وقانون حفظ الصحة وأصول المساحة ورسم الأرض والتصوير الخطي والألحان، وكيفية تقوية الأعصاب بالحركات الرياضية، فهذه الفنون الأولية تدرس في المكاتب العمومية المقامة من الدولة أو الإيالة أو البلدة أو القرية، وفي المكاتب المطلقة ومحال المرحمة المقامة من خصوص أشخاص من الناس وجمعيات من المحسنين.
أما فنون الطبقة المتوسطة التي ينتقل إليها بعد تحصيل ما يجب تحصيله من المعارف الأولية فهي: علم اللغات القديمة والحادثة، وعلم البيان والمنطق والفلسفة والعلوم الرياضية والطبيعية والتاريخ، وجميع هذه العلوم تدرس في مكاتب للدولة ومكاتب لأهل البلدان، وأماكن خصوصية ومحال صغيرة لتعليم الرهبان.
Неизвестная страница