Луны Юпитера

Алис Манро d. 1450 AH
97

Луны Юпитера

أقمار المشتري

Жанры

جلست السيدة كيد ورأسها مائل إلى الأمام سارحة في أفكارها. يمكنها الجلوس هكذا لنصف ساعة بسهولة تاركة شعرها لشارلوت لتمشطه وتعتني به. هل كانت تتحول إلى واحدة من هؤلاء العجائز اللائي تطيب لهن خدمة الآخرين لهن؟ فهؤلاء العجائز بحاجة إلى من يصدرن إليه الأوامر؛ إنهن اللائي جبن العالم على متن سفن بحرية، فقد قرأت عنهن في الروايات. كن يسافرن حول العالم، وينزلن في الفنادق أو يعشن في قصور مهيبة متداعية مع وصيفاتهن. كان من السهل جدا إصدار الأوامر لشارلوت، وحملها على ممارسة لعبة سكرابل، وتوجيهها كلما سلكت سلوكا غير مستحب. وكانت شارلوت تتوق لأن تصبح خادمة لدى إحداهن. لماذا إذن كبحت السيدة كيد رغبتها في استخدامها؟ لم ترغب أن تندرج تحت فئة هؤلاء العجائز اللائي يسهل تمييزهن. علاوة على ذلك، فالخدم يكلفون أسيادهم أكثر مما يستحقون. وفي نهاية المطاف، إخلاص الناس لك ليس إلا قيد من حديد يلتف حول عنقك. إنها التوقعات؛ ولذا أرادت أن تحرر نفسها من كل هذا. أحيانا كانت تفعل ذلك بالاستلقاء على سريرها وإلقاء كل الأشعار التي تحفظها عن ظهر قلب بينها وبين نفسها، أو ذكر الحقائق التي أمسى من الصعب شيئا فشيئا البقاء عليها في ذاكرتها. وفي أحيان أخرى كانت تتخيل بيتا على حدود غابة مظلمة أو مستنقع مظلم وأمامه حقول غناء زاهية الألوان تمتد حتى الشاطئ. تخيلت أنها تعيش هناك وحدها كامرأة عجوز على صفحات قصة. •••

أرادت السيدة كروس أن تصطحب جاك معها خلال الزيارات؛ فقد حسبت أن الأوان قد آن لكي يتعلم الاندماج مع الآخرين. والآن، لم يعد يبك كثيرا في خلوتهما كما كانت عادته من قبل. لكن أحيانا أثناء تناول الوجبات كانت تخجل منه وتخبره بذلك. كان يستاء من شيء ما، وعادة لم تكن تعرف سبب استيائه، وأحيانا كان عبوسه واستياؤه يستمر حتى يضرب السكرية أو يطيح بكل الأواني التي يستخدمها على الأرض. ففكرت أنه إن استطاع أن يألف القليل من الناس كما ألفها، فسيهدأ وسيتصرف بلباقة.

في المرة الأولى التي اصطحبته فيها إلى غرفة السيدة كيد، قالت الأخيرة إنها كانت على وشك الخروج هي وشارلوت. كانتا تقصدان غرفة الأشغال اليدوية، ولكنها لم تطلب إليهما أن يرافقاها. وفي المرة الثانية التي حضرا فيها، كانت السيدة كيد وشارلوت تلعبان لعبة سكرابل؛ ولذا لم يكن هناك مفر من استقبالهما.

قالت السيدة كروس: «أتمانعين إن شاهدناكما لبرهة؟» «أوه، لا، ولكن لا تلوميني إذا أصابك الضجر؛ فشارلوت تستغرق وقتا طويلا جدا كي تتخذ قراراتها في اللعبة.» «لسنا في عجلة من أمرنا. وما من أحد ينتظرنا في أي مكان آخر. أليس كذلك يا جاك؟»

تساءلت ما إذا كان بإمكانها إقناع جاك بممارسة هذه اللعبة. فلم تكن تدرك مدى المشكلة التي يعاني منها عندما حاول أن يكتب؛ أكانت المشكلة في عجزه عن ترتيب الأحرف؟ هل هذه هي المشكلة وحسب؟ أم كان عاجزا عن تحديد كيف تصوغان الكلمات؟ ربما أن تلك هي مشكلته الأساسية.

على أية حال، كان جاك مهتما باللعبة؛ إذ دفع كرسيه إلى جوار شارلوت التي التقطت بعض الأحرف، ثم أعادتها، ثم التقطتها مرة أخرى، وأمعنت النظر فيها في يدها، وأخيرا شكلت كلمة

wind

حيث بدأت بحرف

w

الذي انتهت به كلمة

Неизвестная страница