Акийда ахлю-Сунна о сподвижниках, Насир бин Али

Нассер бин Али Айед Хассан Аль-Шейх d. Unknown
93

Акийда ахлю-Сунна о сподвижниках, Насир бин Али

عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي

Издатель

مكتبة الرشد،الرياض

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الجوار والوفاء بالعهد وليس المراد بأنه يصير تابعًا لهم بل هو المتبوع المطاع المفترض الطاعة على كل مؤمن"١. ونقل الحافظ رحمه الله تعالى عن الخطابي أنه قال بعد قوله ﵊ في حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المتقدم "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار" أراد بهذا الكلام تألف الأنصار واستطابة نفوسهم والثناء عليهم في دينهم حتى رضي أن يكون واحدًا منهم لولا ما يمنعه من الهجرة التي لا يجوز تبدليها ونسبة الإنسان تقع على وجوه منها الولادة والبلادية والاعتقادية والصناعية ولا شك أنه لم يرد الانتقال عن نسب آبائه لأنه ممتنع قطعًا وأما الاعتقادي فلا معنى للانتقال فيه فلم يبق إلا القسمان الأخيران وكانت المدينة دار الأنصار والهجرة إليها أمرًا واجبًا أي: لولا النسبة الهجرية لا يسعني تركها لانتسبت إلى داركم. وقال القرطبي: "معناه لتسميت باسمكم وانتسبت إليكم كما كانوا ينتسبون بالحلف، لكن خصوصية الهجرة وتربيتها فمنعت من ذلك وهي أعلى وأشرف فلا تتبدل بغيرها، وقيل: معناه لكنت من الأنصار في الأحكام والعداد، وقيل: التقدير لولا أن ثواب الهجرة أعظم لاخترت أن يكون ثوابي ثواب الأنصار ولم يرد ظاهر النسب أصلًا"أ. هـ٢. وقال صديق حسن خان عند شرحه لقوله ﷺ: "لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار" فيه إشارة إلى ترجيح الأنصار بحسن الجوار والوفاء بالعهد لا وجوب متابعته ﷺ إياهم إذ هو ﷺ المتبوع المطاع لا التابع المطيع فما أكثر تواضعه ﷺ"أ. هـ٣. وقال أبو بكر بن العربي في شرحه لقوله ﷺ: "لو سلك الناس واديًا أو شعبًا

١ـ فتح الباري ٧/١١٢. ٢ـ فتح الباري ٨/٥١. ٣ـ عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري ٤/٥٣٢.

1 / 151