Акийда ахлю-Сунна о сподвижниках, Насир бин Али
عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي
Издатель
مكتبة الرشد،الرياض
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه ألا إن هذا فصل ما بيننا وبين الناس ﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ﴾ الآية " وهذا القول رجحه ابن جرير مستدلًا بهذا الحديث.
وقال رحمه الله تعالى عند قوله ﷿ في الآية: ﴿أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا﴾: يقول تعالى ذكره: "هؤلاء الذين أنفقوا في سبيل الله من قبل فتح الحديبية وقاتلوا المشركين أعظم درجة في الجنة عند الله من الذين أنفقوا من بعد ذلك وقاتلوا وقوله: ﴿وَكُلًاّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ يقول تعالى ذكره: وكل هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا والذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وعد الله الجنة بإنفاقهم في سبيله وقتالهم أعداءه"أ. هـ١.
وقال أبو محمد بن حزم: "الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا قال الله تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًاّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ ٢، فثبت أن الجميع من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار لأنهم مخاطبون بالآية السابقة، فإن قيل التقييد بالإنفاق والقتال يخرج من لم يتصف بذلك وكذلك التقييد بالإحسان في الآية التي تقدمت قريبًا وهي قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ ٣ الآية يخرج من لم يتصف بذلك وهي من أصرح ما وردت في المقصود ولهذا قال المازري٤ في شرح البرهان: "لسنا نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه ﷺ يومًا أو زاره لماما أو اجتمع به لغرض
١ـ جامع البيان ٢٧/٢١٩-٢٢١. ٢ـ سورة الأنبياء آية /١٠١. ٣ـ سورة التوبة آية/١٠٠. ٤ـ هو محمد بن علي بن عمر التميمي المازري أبو عبد الله، محدث من علماء المالكية نسبته إلى مازر بجزيرة صقلية، ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وتوفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة، انظر ترجمته في: العبر ٢/٤٥١، شذرات الذهب ٤/١١٤، الأعلام ٧/١٦٤.
1 / 134