Копты и мусульмане: с арабского завоевания до 1922 года

Жак Тажир d. 1371 AH
75

Копты и мусульмане: с арабского завоевания до 1922 года

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Жанры

إن خمارويه كان يطيل التأمل في صناعة الفسيفساء في هذا الدير، وهي تمثل صور العذراء والمسيح وصور التلاميذ الاثني عشر.

ولم يشد المؤرخون النصارى بتسامح الإخشيديين كما أشادوا بتسامح الطولونيين، فهم يتهمون مؤسس هذه الأسرة، محمد بن طغج الإخشيدي، بأنه عندما عجز عن دفع مرتبات الجنود، اضطهد أهل الذمة وابتز منهم المال الكثير، مما اضطرهم إلى تصفية بعض أملاك الكنائس، لذلك امتنعوا عن الكلام عن حادث من أهم حوادث تاريخ مصر الإسلامية ألا وهو اشتراك أمير مسلم، بصفة رسمية، في حفلة دينية مسيحية؛ أي: عيد الغطاس، الذي كان يحتفل به الأقباط احتفالا فخما عظيما، وقد ترك لنا المسعودي وصفا دقيقا لهذا الحادث، قال: «لقد حضرت سنة 330 ليلة الغطاس بمصر والإخشيد محمد بن طغج، أمير مصر، في قصره المعروف بالمختار في جزيرة الروضة الراكبة للنيل والنيل يطيف بها، وقد أمر فأسرج في جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع، وقد حضر في النيل في تلك الليلة ألوف من الناس من المسلمين والنصارى، منهم في الزوارق ومنهم في الدور المشرفة على النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشرب وآلات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف، وهي أحسن ليلة تكون بمصر وأشملها سرورا، ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم في النيل ويزعمون أن ذلك أمان من المرض ونشر الداء.».

9

نعم، إن عهد كافور قد تخللته الحروب التي شنها الإمبراطور البيزنطي «نيقفور فوكاس» على حدود سوريا، فأصاب فيها نصرا كبيرا، ولكن بالرغم من أن الأغلبية في مصر كانت تحقد على هذا العمل كل الحقد، وبالرغم من أن الشعب كان يثير الشغب بعد كل موقعة يشترك فيها البيزنطيون ويهاجم النصارى ويخرب كنائسهم، فإن هذه المظاهرات لم تشجعها السلطات التي كانت تلجأ في الحال إلى القوة لإخمادها، ويؤيد هذا المستشرق جاستون فييت عندما يقول: إن الحكومة لم تكن لها يد في هذه الاضطرابات الشعبية

10

بل بالعكس فإن الخليفة أصدر عام 313ه «925م» مرسوما لتهدئة النفوس في أنحاء الإمبراطورية الإسلامية أعلن فيه أن الجزية لن تفرض على الأساقفة والرهبان والعلمانيين المعوزين.

ولسوء الحظ، أن قوة الإخشيديين أخذت تضعف، فلم يتمكنوا من حماية الأقليات حماية جدية في سوريا، وعلى الرغم من المساعدات التي قدموها لبطريرك مدينة القدس ضد بعض القواد الطامعين، فإنهم لم يستطيعوا إنقاذه من القتل،

11

غير أن سقوط الإخشيديين وظهور الفاطميين جعل النصارى يتمتعون بالنفوذ والرغد لبضع سنين.

هوامش

Неизвестная страница