Копты и мусульмане: с арабского завоевания до 1922 года

Жак Тажир d. 1371 AH
101

Копты и мусульмане: с арабского завоевания до 1922 года

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Жанры

ليس بالإمكان أن ننظر إلى موقف النصارى من الصليبيين نظرة عامة، ويجب ألا يكون التمييز بين اليعاقبة والملكيين، ولكن بين اليعاقبة وبين سائر الجاليات المسيحية في الشرق؛ ذلك لأن اليعاقبة السوريين الذين لجأوا إلى مصر عند اقتراب الصليبيين من سوريا، خوفا منهم، لم يلبثوا أن عادوا إلى بلادهم بعد أن استقر الموقف في القدس.

8

ليس من العسير أن ندرك سبب ذلك، ففي أوائل القرن العاشر الميلادي اجتاح البيزنطيون بقيادة «نقيفورفوكاس» ونائبه «جان تزيميسيس» مقاطعة صقلية وشمال سوريا، ثم لبنان، حيث أوقف الفاطميون تقدمهم، واحتفظ البيزنطيون بأكبر جزء من الأراضي التي احتلوها مدة مائة وخمسة عشر عاما، وأخذوا يحلون بالتدريج العناصر المسيحية في تلك الجهة محل العناصر الإسلامية، وحدث قبل ظهور الصليبيين بخمس عشرة سنة أن انتزعت القبائل التركية، تحت قيادة طغرل بك، هذه الممتلكات من البيزنطيين، فمن الطبيعي إذا أن تخف الشعوب المسيحية في أرمينيا وآسيا الصغرى وسوريا إلى استقبال الصليبيين، خاصة وأنهم لم يأتوا إلى الشرق إلا تحقيقا لهدف ديني، وهو تحرير القدس، موضع تقديس المسيحيين أجميعن، وتلبية لدعوة الإمبراطور البيزنطي «الكسيس كومنين».

وكان الأرمن أول من ساعد الصليبيين في أثناء اجتيازهم آسيا الصغرى، ويقول «ميشو»: لم يكن «بودوان» في حاجة إلى مرشدين في بلاد كان سكانها يعرضون عليه مساعدتهم،

9

وقد انتخبه سكان الرها المتحمسون ملكا عليها، ولما قدم إليها، ذهب إليه أسقفها واثنا عشر من وجهائها وأخذوا يحدثونه عن ثروة الأردن تحريضا له على افتتاحها.

وحذا اللبنانيون حذو الأرمن، فقدموا مساعدتهم للفاتح وكانوا له خير معين،

10 «وكان يوجد وقتئذ ببيروت عدد كبير من النصارى الملكيين واليعاقبة، ولم يترددوا جميعا في مناصرة الصليبيين وصاهروهم عن طريق الزواج، فزاد عدد الأسر الأوروبية، وكانوا يؤلفون أغلبية الأطباء والصيادلة في الجيش وفي معسكرات الصليبيين، أضف إلى ذلك أنهم كانوا يضطلعون بأعمال الترجمة في مختلف الدواوين.».

11

وقد ارتاح الصليبيون واطمأنوا لموقف هذه العناصر؛ إذ إنهم وجدوا فيهم حلفاء مخلصين في قلب الإمبراطورية الإسلامية، وعلى أي حال، فإن الصليبيين أظهروا شعور العطف نحو جميع النصارى على حد سواء، فلم يكن أمامهم إلا عدو واحد، وهو المسلم.

Неизвестная страница