حقق عَلَيْهِم الْأَمر لم يُوجد عِنْدهم من حَقِيقَة الْعلم بِاللَّه وخالص مَعْرفَته خبر وَلم يقفوا من ذَلِك على عين وَلَا أثر
وَعَن الْجُنَيْد قدس الله سره قَالَ أقل مَا فِي الْكَلَام سُقُوط هَيْبَة الرب من الْقلب وَالْقلب إِذا عري من الهيبة من الله عري من الْإِيمَان
وَقَالَ بعد كَلَام طَوِيل ثمَّ القَوْل الشَّامِل فِي جَمِيع هَذَا الْبَاب أَن يُوصف الله بِمَا وصف بِهِ نَفسه أَو وَصفه بِهِ رَسُوله وَبِمَا وَصفه السَّابِقُونَ الْأَولونَ لَا نتجاوز الْقُرْآن والْحَدِيث وَمذهب السّلف أَنهم يصفونَ الله بِمَا وصف بِهِ نَفسه وَبِمَا وَصفه بِهِ رَسُوله من غير تَحْرِيف وَلَا تَعْطِيل وَمن غير تكييف وَلَا تَمْثِيل
قَالَ وَهَذَا هُوَ قَول الَّذين وافقوا سنة النَّبِي ﷺ ظَاهرا وَبَاطنا لَكِن لَا بُد للمنحرفين عَن سنته أَن يعتقدوا فيهم نقصا يذمونهم بِهِ ويسمونهم بأسماء مكذوبة كَقَوْل القدري من اعْتقد أَن الله أَرَادَ الكائنات وَخلق أَفعَال الْعباد فقد سلب الْعباد الإختيار وَالْقُدْرَة وجعلهم مجبورين كالجمادات الَّتِي لَا إِرَادَة لَهَا وَلَا قدرَة وكقول الجهمي من قَالَ إِن الله فَوق الْعَرْش فقد زعم أَنه مَحْصُور وَأَنه جسم مركب مشابه لخلقه وكقول الْجَهْمِية والمعتزلة من قَالَ إِن لله علما وقدرة فقد زعم أَنه جسم مركب وَهُوَ مشبه لِأَن هَذِه الصِّفَات أَعْرَاض وَالْعرض لَا يقوم إِلَّا
1 / 113