فِيهِ لِلْقَائِلين بِأَنَّهُ تَعَالَى فِي كل مَكَان لِأَن فِي الحَدِيث أَنه يبزق تَحت قدمه أَو هُوَ على حذف مُضَاف أَي فَإِن قبْلَة الله أَو رَحْمَة الله قبل وَجهه
وَقَالَ بَعضهم الحَدِيث حق على ظَاهره فَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوق الْعَرْش وَهُوَ قبل وَجه الْمُصَلِّي بل هَذَا الْوَصْف يثبت للمخلوقات فَإِن الْإِنْسَان لَو ناجى السَّمَاء لكَانَتْ فَوْقه وَكَانَت أَيْضا قبل وَجهه وَقد ضرب ﵇ الْمثل بذلك وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى وَالْمَقْصُود بالتمثيل إِنَّمَا هُوَ جَوَاز هَذَا وإمكانه لَا تَشْبِيه الْخَالِق بالمخلوق فقد قَالَ ﵇ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا سيرى ربه مخليا بِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو رزين الْعقيلِيّ كَيفَ يَا رَسُول الله وَهُوَ وَاحِد وَنحن جَمِيع فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ سأنبئك مثل ذَلِك فِي آلَاء الله هَذَا الْقَمَر كلكُمْ يرَاهُ مخليا بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله فَالله تَعَالَى أكبر أَو كَمَا قَالَ النَّبِي ﷺ
وَأَيْضًا فالمؤمنون إِذا رَأَوْا رَبهم يَوْم الْقِيَامَة وناجوه كل يرَاهُ فَوْقه قبل وَجهه كَمَا يرى الشَّمْس وَالْقَمَر وَلذَلِك قَالَ ﵇ إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الشَّمْس وَالْقَمَر فَشبه الرُّؤْيَة بِالرُّؤْيَةِ وَإِن لم يكن المرئي مشابها للمرئي انْتهى وَالله أعلم
1 / 104