122

Акавиль Сикат

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Редактор

شعيب الأرناؤوط

Издатель

مؤسسة الرسالة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٦

Место издания

بيروت

وَأما قَوْله بَين كَتِفي فَالْمُرَاد بِهِ مَا وصف إِلَى قلبه من لطفه وبره وفوائده لِأَن الْقلب بَين الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ مَحل الْأَنْوَار والعلوم والمعارف وَرِوَايَة بَين كنفي يُرَاد بِهِ كَقَوْل الْقَائِل أَنا فِي كنف فلَان وفنائه أَرَادَ بذلك أَنه فِي ظلّ نعْمَته وَرَحمته فَكَأَنَّهُ قَالَ أفادني الرب من رَحمته وإنعامه بِملكه وَقدرته حَتَّى علمت مَا أعلمهُ
وَقَوله فَوجدت برد أنامله يحْتَمل أَن يكون الْمَعْنى برد نعمه فَإِن تَأْوِيل الأنامل على معنى الإصبع على مَا تقدم فَيكون الْمَعْنى حَتَّى وجدت آثَار إحسانه وَنعمته وَرَحمته فِي صَدْرِي فتجلى لي عِنْد ذَلِك علم مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض برحمة الله وَفضل نعْمَته
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقَوله فَإِذا أَنا بربي ﵎ فِي أحسن صُورَة أَو رَأَيْت رَبِّي فِي أحسن صُورَة هَذَا رَاجع إِلَى النَّبِي ﷺ أَي رَأَيْته وَأَنا فِي أحسن صُورَة كَقَوْل الْقَائِل رَأَيْت الْأَمِير فِي أحسن صُورَة وَمرَاده وَأَنا فِي أحسن زيي وَحِينَئِذٍ فَالْمُرَاد أَن الله تَعَالَى زين خلقته ﵇ وكمل صورته عِنْد رُؤْيَته لرَبه زِيَادَة إكرام وتعظيم
وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين مَا ملخصاه يجوز أَن يكون قَوْله فِي أحسن صُورَة رَاجعا إِلَى مُحَمَّد أَي رَأَيْته وَأَنا فِي أحسن صُورَة بِمَعْنى أَن الله حسن صورته وَنَقله إِلَى هَيْئَة يُمكنهُ مَعهَا رُؤْيَته إِذْ كَانَ الْبشر لَا يُمكنهُم رُؤْيَته تَعَالَى على صورتهم الَّتِي عَلَيْهَا حَتَّى ينقلوا إِلَى صور أخر غير صورهم كَمَا أَن أهل الْجنَّة ينقلهم الله عَن صفاتهم إِلَى صِفَات آخر أَعلَى وأشرف فَعجل الله

1 / 166