109

Методика да'ват в свете современной реальности

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Издатель

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Жанры

شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله ﷿) (١).
ومن ذلك ما جرى يوم فتح مكة وغيرها من المواقف النبيلة، والأخلاق الرفيعة، من العفو والصفح بل والإكرام، بعد ما فعل أهل مكة بالنبي ﷺ وصحبه ما فعلوا.
ولما كان الاستعجال ناقضًا من نواقض الصبر، فقد حذر الله منه أشد التحذير بكافة أصنافه.
قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لّهُمْ ..﴾. الآية [الأحقاف: ٣٥]
أي: ليكن الرسل الأولون قدوتك في الصبر على الدعوة إلى الله، وعدم الاستعجال لهم، قال القرطبي: «ولا تستعجل لهم، قال مقاتل: بالدعاء عليهم، وقيل: في إحلال العذاب بهم» (٢) وكذا قال ابن كثير. (٣)
وقال البقاعي في نظم الدرر: «ولما أمره بالصبر الذي من أعلى الفضائل، نهاه عن العجلة التي هي من أمهات الرذائل، ليصلح التحلي بفضيلة الصبر الضامنة للفوز والنصر: فقال: ﴿ولا تستعجل لهم﴾، أي: تطلب العجلة وتوجدها بأن تفعل شيئا مما يسوءهم في غير حينه الأليق به». (٤)

(١) رواه مسلم (٢٣٢٨)، وبعضه في البخاري عنها (٦١٢٦).
(٢) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (١٦/ ٢٢١ - ٢٢٢).
(٣) انظر تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٤/ ١٨٥).
(٤) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، للإمام برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي (٧/ ١٤٦)

1 / 111