[الفائدة الخامسة: في منع تفسير القرآن بالرأي]
في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى عليهم السلام أنه قال: (فكلما أجمع عليه علماء العترة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله، فقد لزم أهل الإسلام العمل به، ثم عدد صورا، مما أجمعوا عليه، حتى قال: أجمعوا على النهي عن الكلام في تفسير القرآن بغير علم، ورووا في ذلك هم والأمة معهم من فسر القرآن برأيه، وقال فيه بغير علم قولا عظيما، ورووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن بعده ممن يجب الأخذ عنه، ثم قال: بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من فسر آية من كتاب الله برأيه لقي الله وهو عليه ساخط )).
قلت: حديث النهي عن تفسير القرآن بالرأي أخرجه أحمد والترمذي عن ابن عباس، قال شيخ العزيزي: حديث حسن، وأخرجه الترمذي، وقال: غريب، والنسائي، وأبو داود عن جندب بن عبد الله البجلي، وقال العلقمي: بجانبه علامة الحسن، وفي بعض ألفاظ الحديث: ((فليتبوأ مقعده من النار))، وفي بعضها: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ))، ولرزين: ((ومن قال برأيه فأخطأ فقد كفر ))، وفي بعضها: ((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ))، أخرجه الترمذي من حديث ابن عباس.
قال العلقمي: بجانبه علامة الصحة.
فإن قيل: ما هو الرأي المنهي عنه؟ قيل: هو الرأي الصادر بلا مستند، مما نبه الله عليه في كتابه، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة؛ لأن القرآن باعتبار ما يرجع إليه في تأويله على وجوه:
Страница 1