Анвар Наби
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Жанры
الذين ليس شأنهم أن يلعنوا؛ فهو (صلى الله عليه وسلم) شهيد الشهداء بما شهد من عين المشار إليه في إشارة قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل [الحج: 78].
وفى هذا فشهوده عيان، هذا المشار إليه في هذه الإشارة العظيمة هو سر شهادته، كما قال تعالى: ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس [الحج: 78]، فالناس مشهود عليهم، والوسط الشاهدون شهداء على الناس، والله أعلم.
النور التاسع عشر وهو نور اللواحق:
فما بعده من الآيات التي أخبر به، وما أيضا في العالم من العجائب فهي له حتى فضائل أمته، فإنها هي فضائله.
فإن قلت: لا تحصر كراماتهم وعلومهم فقد قلت: لا نهاية لمعجزاته (صلى الله عليه وسلم) هو فإنه الأصل في ذلك. والذي يفيد الكرامة بتبعيته هو الكامل.
حتى أن هذا النوع باتباعه يترجح على المعجزة الحاضرة معه، فإن تلك بإزاء تكذيبه ولضرورة المعاند، وهذه من عند الله على جهة الإكرام ثم هي أيضا مركبة بزيادة أمر محمود وهذا أظهر له (صلى الله عليه وسلم) أصل كل فضل وسعادة وعناية.
* قلت: قال الشيخ الموصلي الكردي: قال الإمام نجم الدين عمر النسفي في «عقائده»: وكرامات الأولياء حق، فتظهر الكرامة على طريق تقفي العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة، وظهور الطعام، واللباس، والشراب، والمشي على الماء وفي الهواء، وكلام الجماد، والعجماء وغير ذلك من الأشياء، ويكون ذلك معجزة للرسول الذي ظهرت هذه الكرامة لواحد من أمته؛ لأنه يظهر بها أنه ولي، ولن يكون وليا إلا وأن يكون محقا في ديانته، وديانته الإقرار برسالة رسوله مع الطاعة له في أوامره ونواهيه.
قال الشارح سعد الدين: حتى لو ادعى هذا الولي الاستقلال بنفسه وعدم المتابعة لم يكن وليا، ولم يظهر ذلك على يده، وإذا ظهر فلا يكون كرامة بل استدراجا.
والحاصل أن الأمر الخارق للعادة فهو بالنسبة إلى النبي معجزة سواء ظهر من قبله أو من قبل آحاد أمته، وبالنسبة إلى الولي كرامة؛ لخلوه عن دعوى نبوة من ظهر ذلك من قبله.
Страница 182