Анвар Наби
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Жанры
واعترضه مؤلف «الإبريز» وقال: إنه غير ظاهر.
فإن الولي ينزل عليه الملك بالأمر والنهي، ولا يلزم منه أن يكون ذا شريعة كما في قصة مريم، فإن الملك نزل عليها بالأمر وليست نبية كما سبق انتهى كلامه.
وعليه فالصواب في الفرق بين النبي والولي، وإن كان كل منهما ينزل عليه جبريل أو غيره من الملائكة، فيراه ببصره، ويسمع خطابه بالأمر أو النهي أو غيرهما على ما تحرر أن النبي ينزل عليه الملك بالنبوة وبما يناسبها، ويتبعها من الأحوال والأقوال والشرائع، والولي لا يأتيه بنبوة ولا بما يناسبها، وإنما ينزل عليه بغير ذلك مما يناسب حال الولاية مما تقدم أو نحوه فاعرفه.
النور السابع عشر وهو نور العادة:
فإنه أظهر في أيام الدنيا، وأيام العالم، وأيام الدين من العدل وصلاح الأحوال، وسياسة المنزل والتدبير المحمود، فأظهر له أنه الحكيم الأعظم.
* قلت: كان (صلى الله عليه وسلم) أوجز الناس كلاما، وبذاك جاءه جبريل (عليه السلام)، وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد، وكان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير، كأنه يتبع بعضه بعضا، بين كلامه توقف يحفظه سامعه ويعيه، وكان جهير الصوت، أحسن الناس نغمة.
وكان طويل السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، ولا يقول المنكر.
وكان (صلى الله عليه وسلم) أحلم الناس وأرغبهم في العفو مع المقدرة.
وكان (صلى الله عليه وسلم) في حرب فرأوا في المسلمين غرة، فجاء رجل حتى قام على رأس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالسيف، فقال: «من يمنعك مني؟ فقال: الله، قال: فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السيف، فقال: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ، قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. فقال: لا، غير أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك،
Страница 175