أبي طالب محمد بن العلامة الحلي " ره " تلمذ عليه في الحلة السيفية المزيدية وعلى غيره من علماء الحلة واستجاز منهم ورجع إلى البحرين وقد بلغ الغاية في العلوم الشرعية وغيرها وله التصانيف المليحة منها كتاب " منهاج الهداية في شرح آيات الأحكام الخمسماية " مختصر جيد يدل على فضل عظيم، قرأته في حداثة سني على بعض مشائخي سنة 1091 هجرية ومن جملة إفاداته فيه أن الطلاق البذلي أعم من الخلع والمبارات يصح حيث يصح أحدهما ولا يصح حيث لا يصح أحدهما كما تتعارفه متفقهة زماننا وقد بسطنا الكلام في ذلك في رسالة مفردة وله رسالة وجيزة فيما يعم به البلوى ذكر فيها في بحث القبلة أن قبلة البحرين أن تجعل الجدي محاذيا لطرف الأذن اليمنى وليس قبلتها كقبلة البصرة كما ظنه بعض متفقهية زماننا ومن غريب ما اتفق في ذلك أنه ورد في سنة 1108 ه على البحرين حاكم اسمه " محمد سلطان بن فريدون خان " وأشكل عليه معرفة القبلة جدا وادعى أن أكثر محاريب المساجد منصوبة على غير القبلة وكان عنده الآلة المعروفة بقبلة نماز " 1 " في معرفة القبلة فسأل جماعة من علماء البحرين المتفقهة فذكروا له أن قبلتها كقبلة العراق وذكروا له علامة البصرة وما حاذاها فلم تقع في خاطره بموقع وذكر أن قبلة نماز لا تساعد على ذلك وكانت بيني وبينه كدورة فاستمالني فلما زرته سألني عن قبلة البحرين فذكرت أنها بحيث يحاذي الجدي طرف الأذن اليمنى كما ذكر الشيخ جمال الدين في رسالته وكل المتفقهة المذكورون حاضرين فتبينت لهم أن الشيخ جمال الدين وغيره قد بينوا ذلك فوقع ذلك فوقع ذلك من السلطان موقع القبول وساعدت عليه الآلة المذكورة.
Страница 71