وهو شرح نفيس لم يعمل في فنه مثله، ومنها كتاب (المعراج السماوي) وكتاب (البحر الخضم) وغيرها ورأيت في بعض رسائل بعض أصحابنا المعاصرين إنه تلمذ على سلطان الحكماء في الحكمة وتلمذ سلطان المحققين عليه في العلوم الشرعية ولم أستثبته وروى عنه العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر كما صرح به الفاضل ابن أبي جمهور في كتابيه وقد استوفينا أحواله في رسالة مفردة عملناها في سنة 1101 ه بالتماس بعض الأخوان وقبره متردد بين بقعتين كلتاهما مشهورة بأنها مشهده إحداهما في جبانة الدونج والأخرى في هلتا من الماحوز وأنا أزوره فيهما احتياطا وإن كان الغالب على الظن أنه في هلتا لوفور القرائن على ذلك لظهور آثار الدعوات وتواتر المنامات.
ومن غريب ما اتفق من المنامات في ذلك إن بعض المؤمنين من أهل الماحوز ممن لا سواد له وهو متمسك بظاهر الخبر رأى أن الشيخ كمال الدين مضجع فوق ساجة قبره الذي هو في هلتا مسجى بثوب وقد كشف الثوب عن وجهه قال فسلمت عليه وشكوت له ما نلقى من الأعراب فأجابني بقوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ثم سألته عن قوله تعالى (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب..) فقال رحمه الله تعالى إن النواصب ومن يشاكلهم في عقائدهم الفاسدة ينطلقون إلى الرسول صلى الله عليه وآله وقد كظهم العطش والحر فيطلبون منه السقاية والاستظلال فيقول لهم (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) يعني عليا (ع) فينطلقون إلى علي (ع) فيقول لهم (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) يعني الخلفاء الثلاثة وكان ذلك في سنة 1152 ه
Страница 64