أهكذا أبدا تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرة
بحر الوجود ولا نلقي مراسينا؟
أنا أعلم أن جملة «تمضي أمانينا» ليست في الأصل، ولكنها تحصل من كلام الشاعر، وهي لا تضعف قوله بل بخلاف ذلك تفسره تفسيرا موافقا، وفي النظم قد يضطر الناقل إلى مثل هذه الزيادة.
كذلك الشطر الثاني من البيت الأول لا يمكن أن يكون ترجمة حرفية، ولكنه يؤدي المعنى تمام التأدية. ولو افترضنا أن لامارتين بعث من قبره وسألنا أن نترجم له ما ترجمناه عنه لما وجدنا ما يؤدي معنى هذا الشاعر أحسن من الرجوع إلى عبارته الأصلية. ولو ترجمنا نطوي الحياة ... إلخ، على غير هذه لجاءت الترجمة في لغته ركيكة وغير مفهومة. فالمعنى هنا واحد وإنما القالب يختلف في اللغتين.
ومما يقرب من معنى البيت الثاني قول أبي العلاء المعري في مخاطبة الدنيا:
يموج بحرك والأهواء غالبة
لراكبيه فهل للسفن إرساء؟
هكذا أفهم الترجمة، ولا سيما الشعرية، وعليه جريت في كتابة الرسائل العلمية والطبية وغيرها مما كنت أنشره في الصحف والمجلات.
Неизвестная страница