اسم الاشارة كأنه قال: ليفتدوا بذلك، وذلك يشار به إلى الواحد
والاثنين والجمع.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) وحال النبي ﵊ مع أهل الكتاب
إذا تحاكموا إليه لايخلوا من هذين القسمين، لأنه إما أن يحكم بينهم
أو يعرض عنهم؟
قلنا: فائدته تخيير النبى ﵊ بين الحكم بينهم
وعدمه، ليعلم أنه لا يجب عليه أن يحكم بينهم، كما يجب عليه ذلك
بين المسلمين إذا تحاكموا إليه، وقيل: إن هذا التخيير منسوخ بقوله تعالى: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) يعنى بما أنزل الله عليك
وهو القرآن، يدل عليه أول الآية (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) .
فى الحكم بالتوراة.
* * *
فإن قيل: لما أنزل الله تعالى القرآن صار الانجيل منسوخًا به، فكيف قال: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ)؟
قلنا: معناه ولما أنزلنا الانجيل، قلناء وليحكم أهل الانجيل بما أنزل
الله فيه، وقيل: معناه وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه من
صدة نبوة محمد ﵊ بعلاماته المذكورة فى