131

* وعن سفيان الثوري قال : أدخلت على المهدي بمنى ، فسلمت عليه بالإمرة ، فقال : أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء بك ، فارفع إلينا حاجتك . فقلت : قد ملأت الأرض ظلما وجورا ، فاتق الله ، وليكن من غيرك فيك عبرة . فطأطأ رأسه ، ثم قال : أرأيت إن لم أستطع دفعه ؟ قال : تخليه وغيرك . فطأطأ رأسه ، ثم قال: ارفع إلينا حاجتك . قلت: أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بالباب ، فاتق الله ، وأوصل إليهم حقوقهم . فطأطأ رأسه . فقال أبو عبد الله : أيها الرجل ! ارفع إلينا حاجتك . قلت : وما أرفع ؟ حج عمر بن عبد العزيز فقال لخازنه : كم أنفقت ؟ قال : بضعة عشر درهما . وإني أرى ها هنا أمورا لا تطيقها الجبال ! (7/264-265) .

من أغضب السلطان بقوله :

* أغلظ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان لأمير المؤمنين المهدي، فاستشاط غضبا، وقال : والله لو كان المنصور حيا ما أقالك . قال: لا تقل ذاك، فوالله لو كشف لك عنه حتى تخبر بما لقي، ما جلست مجلسك هذا (7/314).

* وقال محمد بن أسلم: لما أدخلت الطوسي على عبد الله بن طاهر، ولم أسلم عليه بالإمرة، غضب، وقال: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء، فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء؟! ولكني سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان يقول: النظر في وجوهكم معصية، فقال بيده هكذا، يحبس. (12/202).

* وأنكر عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي على الحجاج كثرة القتل فهم به فقال له : من في بطنها أكثر ممن على ظهرها (5/63).

حكام عرفوا قدر أنفسهم :

Страница 131