ولمن أعيش؟ ومن له وجداني؟
وتهطل السحب بالمطر مدرارا، فإذا هو يوحى إليه بالظمأ على حين قد رويت الغصون والأزهار، وإنه ليعجب كيف تتساقط القطرات من يد زهرة ليد أخرى، وهو وحيد ينشد الري، وكيف لا يذكر القطر حبيبته برسالة الحب فعساها تذكر، وتعطف عليه كما يعطف القطر على الأزهار والأشواك؟ وإني لأحس حقيقة بظمئه عندما أقرأ هذه الأبيات:
أنا ظامئ والكل حولي ظامئ
فتقطري يا سحب كيف حننت
هذي الغصون تناولت ما خصها
ولبثت في ظمئي لوحيك أنت
تتساقط القطرات من يد زهرة
ليد، لأخرى، والجميع سكارى
وأنا الوحيد! فأين أين حبيبتي
حتى ترد جوى، وتطفئ نارا؟!
Неизвестная страница