نشرت في السطور بعد احتجاب
كنثير الحيا على زهر روض
كم شقينا تفرقا وحياء
وخضعنا لحكم دهر ممض
ورجعنا ننوح نوح يتيمين
على ذلك الصبا المنقض
علم الحب ليس غيرك مجدي
في وفاء وليس غيرك خفضي!
ولعل الذي دعاه إلى ذلك، هو إلحاح إخوانه وأصدقائه عليه بإعادة طبعه، لما فيه من روح الصبا، التي لم يبق له منها غير الذكريات التائهة والحنين الشارد. ولعل الذي دعاه أكثر من ذلك، هو شوق أشقاء هذا الديوان وهم كثر بين أنين ورنين، ومصريات، وزينب، ووطن الفراعنة، والشفق الباكي، وأشعة وظلال، ووحي العام، والشعلة، وأطياف الربيع، والينبوع ... وغيرهم، إلى أن يجدد والدهم البار شباب شقيقهم الأكبر فيسعدوا بطلعته، ويحيوها ليلة شاعرية في مولده.
أما نحن فإنه ليهمنا كثيرا أن يظهر هذا الديوان، ولو لم يعمل الشاعر على إظهاره مؤثرا كعادته الإنتاج الجديد لطالبناه به لأننا نريد أن نعرف، هل كان المذهب الشعري الذي يدعو إليه شاعرنا في هذه الأيام متميزا في أشعاره الأولى أم هو طارئ عليه بعد الدراسة الطويلة في الآداب الفرنجية؟ وهل شخصيته التي تطالعنا في دواوينه الحديثة هي شخصيته الأولى، أم أصابها شيء من التحوير؟ وما هي الأغراض والدواعي التي كان يقول فيها الشعر، في الوقت الذي كان فيه كثرة الشعراء المعاصرين يفنون أوقاتهم في معارضة المتنبي أو البحتري أو أبي فراس وغيرهم؟ أو في نظم القصائد المهلهلة في مدح من لا يستأهل المدح، أو رثاء من لا يعرفون، رغبة في الظهور على جثث الموتى وأشلاء الذاهبين؟ •••
Неизвестная страница