76
وعلى المباريات الغنائية والأناشيد الارتجالية التي كانت أمرا عاديا في أعياد القرى وخاصة بين أفراد الشعب الدوري، فأنتجت في صقلية ملاهي إبيخارموس
Epicharmus
77
وتقليدات سوفرون
Sophron .
78
وبالرغم من كون أناشيد ثيوكريتوس هي النموذج الذي حاكاه فرجيل في أناشيده الرعوية؛ فإنها تخالفها في ناحية ظاهرة تماما؛ فأناشيد ثيوكريتوس تطابق الطبيعة ومناظرها حقيقية وشعراؤها مخلوقات بشرية، في حين أن أناشيد فرجيل قطع فنية إلى حد كبير، لا ترتبط مناظرها بمكان معين، فهي تارة إيطالية وطورا صقلية وتارة أخرى أركادية. ورعاتها دائمو التنكر، فأحيانا ينتحلون شخصية فرجيل، فهو مثلا تيتيروس في الأنشودة الأولى، ومينالكاس في الأنشودتين التاسعة والعاشرة، وأحيانا شخصية جالوس أو قيصر، فهو دافنس في الأنشودة الخامسة، كما فرض العرف على الطبيعة، فبدلا من أن ينتج الشعر الرعوي عن الحياة الريفية بسائر مفاتنها وما فيها من بعض الخباء؛ أضحى صورة من الفن يتلاعب فيها الشاعر طالما أنه قروي، فيحاول أن يجذب اهتمام مواطنيه بأن يصور لهم عالما ريفيا مثاليا.
بيد أن كل ما هو عرفي للغاية يكون جميلا للغاية، فإن جمال أناشيد فرجيل أمر لا جدال فيه. وهناك حقيقة لا مفر من الاعتراف بها وهي أن أناشيده كثيرا ما اقتبس منها، وهذا برهان له وزنه وقيمته على ما تتمتع به من جمال؛ فقد كتب بوب
«أناشيده الرعوية» وهو في السادسة عشرة من العمر من فرط إعجابه بها. ويقول إنه كتب أنشودته «المسيح» ليحاكي فرجيل في «بوليو»
Неизвестная страница