154

كما قد يعاف اللمح والسمع والشم

كرهت من الدهر الكثير ولم يزل

بقلبي من شمس النهار هوى جم

ترى كل يوم وهي عندي كأنها

غريب عرا لم يدر وصف له واسم

عجبت لأرض تخطر الشمس فوقها

وتشرق فيها، كيف يطرقها الغم؟!

فلا أتكلم بالمجاز حين أقول لك يا صاحبي: إنني أراه من عالم الروحانيات، وإنني أشبع منه الروح والعين ولا أشبع منه العين وكفى، وإنه شيء يرى ويرى ويري، ولا تمل رؤيته ولا يشبع من النظر إليه، وليس هو الشيء الذي غاية ما يكفيك منه أنه يريك الأشياء.

قال صاحبي: هذا من عمل النشأة الأولى ... هذا من عمل أسوان!

قلت: أوتظن ذلك؟ ... ولم لا تظن أن النشأة الأولى تزهدنا فيما هو مبذول لدينا، بل فيما هو مسلط علينا؟

Неизвестная страница