بينه وبين نفسه، بينه وبين أهله وجيرانه وأصحابه، أبدا لا تغيير، هنا فقط. هنا حيث يصبح وجها لوجه مع الخطر المروع الذي عمله أن يروضه، هنا يحس الرجل أن شيئا ما حدث. كأنه دائما يقول أنا البطل، حتى من غير أن يقولها كان يقولها بنظراته يقولها بمشيته، بقهقهاته، بالعاملين من حوله، حتى الأسود نفسها كانت تقولها. أنا البطل، القادر، الواثق المتأكد.
أيكون ما ينتابه هو لحظة شك؟ ولكن من يكون إذن إذا لم يكن البطل؟
من الآن، أنا؟ ...
كنت أرى الناس أكيلة عيش، وأفندية، وبورمجية، وجدعان، ولكن من بينهم أنا البطل. هم أيضا يرون أني البطل. يصفقون للبطولة حتى لو تجسدت في غيرهم، في شخصي أنا.
الآن حدث شيء. ألم يعودوا يرونني بطلا؟ أم هم لم يعودوا يريدون البطل، أي بطل؟ أيكون الأمر أني أنا شخصيا لم أعد أحفل أن أكون عليهم البطل؟ أيكون الكفر المزدوج قد حدث؟ كفرت أنا بهم وكفروا هم بي، وجميعا كفرنا حتى بوجود بعضنا البعض. والبطل مثل اللابطل، والميت كالحي، والحي كالميت، والمومس كالفاضلة، والحرامي كالشريف، الأمس كالغد، الأمل كاليأس.
إن البطل لا يولد وحده.
البطل يخلق.
ولا بد كي يوجد ويعيش أن يترعرع في ظل إحساس عام بضرورة البطولة، بروعة البطولة، بتفرد البطل.
ولا يمكن لفكرة البطولة أن تترعرع في جو عام كهذا وحدها.
البطولة قيمة، ولا بد أن توجد وسط محصول وافر من القيم.
Неизвестная страница