4
منذ أن أشار «فهمي هويدي» إلى تقرير اللجنة على صفحات جريدة «الأهرام» - قبل قرار الجامعة بشهر ونصف - فإنه جذب الأنظار إلى الموضوع؛ فما إن صدر قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الطارئ إلا وقد كتب «هويدي»، يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من مارس، يتصدى لدعوة أطلقها البعض بتشكيل جبهة وطنية تحت تأثير العمليات الإرهابية، واعتبرها تحالفا علمانيا في مواجهة المد الإسلامي الراهن؛ مما سيكرس الحرب الأهلية الدائرة بين العلمانيين والإسلاميين. واقترح خلق مناطق فكرية آمنة لا يتناولها البحث والنقاش. كتبت مجلة «روز اليوسف» خبر حجب الترقية يوم الإثنين التاسع والعشرين من مارس، تبعته جريدة «الأخبار» بتقرير صحفي كتبته «عبلة الرويني» بعنوان «أزمة في جامعة القاهرة» يوم الأربعاء، وكتب «جمال الغيطاني» عموده «مسألة د. نصر»، و«فريدة النقاش» في جريدة الأهالي «الإرهاب يكفر أستاذا»، و«غالي شكري» في مقاله الأسبوعي بالأهرام «قضية نصر أبو زيد». ويوم الجمعة الثاني من أبريل، صدرت مجلة «المصور» بتحقيق ل «حلمي النمنم» «معركة في جامعة القاهرة حول ترقية أبو زيد». وفي خطبته الأسبوعية بجامع «عمرو بن العاص» - أول مساجد أفريقيا - تطرق الشيخ د. «عبد الصبور شاهين» والأستاذ ب «دار العلوم»، وعضو اللجنة الدائمة للترقيات، وصاحب التقرير، وعضو اللجنة الدينية بالحزب الوطني الديمقراطي، والاستشاري السابق لمجموعة «الريان» لتوظيف الأموال؛ إلى القضية. وفي المساء بأتيليه القاهرة نوقش كتاب «نصر أبو زيد» «نقد الخطاب الديني»، ناقشه «د. فؤاد زكريا، ود. جابر عصفور».
يوم الأحد الرابع من أبريل الثانية ظهرا، اجتمعت لجنة الوساطة بين وزارة الداخلية وأعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة، والتقت وزير الداخلية اللواء عبد الحليم موسى، الذي وافق على الوساطة بشرط ألا تتم بشكل مباشر، وتم تكليف مدير مباحث أمن الدولة بالمتابعة، وتكون مجلس تنفيذي كان من أعضائه د. «عبد الصبور شاهين»، والكاتب «فهمي هويدي»، ووعد الوزير في النظر في طلب اللجنة بالإفراج عن المعتقلين الذين لم تصدر بشأنهم أحكام قضائية. وذكر «إبراهيم عيسى» فيما بعد أن «شاهين» قال: «إنه لا يخشى من إرهاب الشباب المتدين بقدر ما يخشى من إرهاب نصر حامد أبو زيد وروجيه جارودي.» مما ضايق بعض أعضاء اللجنة، فتصدى له «فهمي هويدي» معلقا: «ليس هذا موضوعنا يا دكتور، خلينا في موضوعنا الأهم.»
يوم الإثنين نشرت مجلة روز اليوسف تقريرا لوائل قنديل، ذكر فيه د. شاهين «أن تلك القضية لو تحولت إلى النائب العام، فربما يصبح مستقبل نصر أبو زيد مهددا بالضياع». وأشار التقرير إلى الحكم القضائي في حق د. رمضان عبد التواب عضو اللجنة العلمية للترقيات، والتي أقرت بسرقاته العلمية، وأشارت إلى د. «مصطفى هدارة» عضو نفس اللجنة، والذي أرسل رسالة شهيرة لرئيس الجمهورية بمثابة بلاغ ضد المثقفين الذين تولوا رئاسة تحرير المجلات الثقافية العام الماضي. وفي نفس العدد نشر د. فاروق عبد القادر مقالا طويلا بعنوان «تكفير الأساتذة في جامعة القاهرة».
يوم الثلاثاء السادس من أبريل، صدرت جريدة «الشعب»، المتحدثة باسم حزب العمل الإسلامي، بمقال ل «ليلى عنان» تدافع فيه عن التقرير، ومجلة «عقيدتي» الجديدة التي تصدر عن دار التحرير تدافع عن التقرير، و«جمال بدوي» رئيس تحرير جريدة «الوفد» المعارضة، يشكك في عملية التضخيم للموضوع، ونشر «حازم هاشم» تقريره بعنوان «المغضوب عليهم في الجامعة»، وفي جريدة المساء كتبت «عزة شلبي» «لجان الترقيات تحولت إلى محاكم تفتيش»، وفي نفس الجريدة كتب د. «فتحي عبد الفتاح»: إنه بالرغم من حصولهم في الجريدة على كل التقارير إلا أنهم آثروا الانتظار حتى تصدر الجامعة قرارها.
يوم الأربعاء، نشر «حنفي المحلاوي» حوارا له مع «عبد الصبور شاهين» بجريدة «الأخبار»، ذكر فيها أن هناك مؤامرة على الجامعة من إثارة هذا الموضوع، وأشار إلى تأييد د. «شوقي ضيف» لتقريره، وأن صوته بصوتين، وأن الذين يتحدثون في الموضوع ليس لهم علاقة بالإسلام، وأن سبب الضجة هو علاقة د. «نصر» بالإعلام. ورد عليه «جمال الغيطاني» في عموده بعنوان «على هامش الحوار». وفي جريدة الأهرام كتب «أحمد عبد المعطي حجازي» مقاله الأسبوعي بعنوان «لكن جهلت فقلت إن جميع من يهوى خلاف هواك ليس بعالم». وكتب «لطفي الخولي» مقالا صفحة كاملة «كتاب سيدنا أو جامعة القاهرة»، عرض للقضية وقرر فتح صفحة الحوار القومي الأسبوعية التي يشرف على تحريرها بالجريدة لتناول القضية، وسيبدأ بنشر التقارير الثلاثة للجنة القراءة وتقرير مجلس القسم وتقرير مجلس الكلية، وبعدها يفتح الباب للتعليقات. وفي جريدة «الأهالي» كتب تقرير صحفي بعنوان «الإرهاب يهدد أكبر قلاع الفكر في مصر». وكتب د. «إسماعيل صبري عبد الله» في جريدة «الأهالي» مقال «الإرهاب الفكري». ويوم الخميس خرج مجموعة من المثقفين في تظاهرة ضد الإرهاب أثناء إعادة افتتاح مقهى وادي النيل بميدان التحرير الذي فجر بعمل إرهابي.
يوم الجمعة في حديث صحفي بمجلة «المصور»، كشف وزير الداخلية «عبد الحليم موسى» عن اسم «عبد الصبور شاهين» كأحد من اشتركوا في الوساطة. ويوم السبت كتب د. «مصطفى محمود» بجريدة «الأهرام» تحت عنوان «مع عبد الصبور شاهين»، يؤيده ضد هياج الصحافة، وضد قبيلة الشيوعيين القدامى الذين انتهت دولتهم، ولم تبق لهم إلا راية العلمانية يتجمعون تحتها وخيمة الإلحاد يتظللونها، هاجوا وماجوا وملئوا الصحف ضجيجا وعجيجا، وكعادتهم خلطوا الأوراق واتهموا اللجنة واتهموا «عبد الصبور شاهين» بالإرهاب. وهاجم «مصطفى محمود» شباب الجماعات الإسلامية الذين أسماهم «المجرمون الذين يلقون القنابل بالفعل ويخربون البلاد ويقتلون العباد ويردون على الكلمة بالقنبلة.» ورفض دعاوى الحوار معهم. وما يفعلونه هو «الحرابة» وعقوبتها الإعدام. وكأنه يضع «أبو زيد» وشباب الجماعات الإسلامية معا.
يوم الأحد الحادي عشر من أبريل، كتبت جريدة الصحافة التونسية تقريرا عن الموضوع، «هل كان الدين معاديا للعقل؟» يوم الإثنين كتب «مصطفى أمين» في مفكرته عن الموضوع، و«ثروت أباظة» في مقاله الأسبوعي بالأهرام ينتقد «أبو زيد». يوم الثلاثاء كتب «محمود الورداني» بجريدة الحياة الصادرة من لندن «في قضية حامد أبو زيد». ونشرت جريدة الشعب كاريكاتير لشخص مكتوب عليه «نصر أبو زيد» يمسك بخنجر يغرزه في المصحف فتسيل منه الدماء، وعلى اليسار امرأة محجبة ذات ملامح هادئة، وفي الوسط شخص مزدوج الوجه؛ وجه ينظر إلى اليمين قائلا حرية الرأي، ووجه آخر ينظر إلى اليسار عابث ينظر إلى المرأة المحجبة ويقول تطرف. وهذا الشخص مزدوج الوجه مكتوب عليه العلمانيون. وبالصفحة الثانية التقرير الذي كتبه د. «محمد بلتاجي» أستاذ الفقه وأصوله عن كتابي «الإمام الشافعي»، فقط بدعوى أن هذا تخصصه، معتقدا أن كتابي كتاب في الفقه وأصوله.
يوم الأربعاء نشرت جريدة «الأهالي» تقريرا صحفيا بعنوان «الجامعة تتحول من منارة للعلم إلى إدارة موظفين»، ومقال «فريدة النقاش» «الارتزاق بالدين» تنتقد ركاكة لغة «عبد الصبور شاهين»، ومقالا طويلا للدكتور «محمد أحمد خلف الله» الذي تعرض هو نفسه لنفس موقف «أبو زيد» في الأربعينيات بعنوان «جامعة القاهرة والتقارير العلمية الوهمية»، يحلل بالتفصيل ويرد على تقرير «عبد الصبور شاهين». ونشرت جريدة «الأخبار» حوار «عبلة الرويني» مع د. «محمود علي مكي»، صاحب أحد التقريرين المؤيدين لأحقية «نصر أبو زيد» في الترقية، نشر الحوار بعنوان «لهذا وافقت ولهذا تراجعت»، ذكر أنه جرت العادة أن يوقع كل أعضاء اللجنة على التقرير الذي ينال الأغلبية؛ ولذلك وضع توقيعه على التقرير، مع الاشتراط بحذف عبارات كثيرة في التقرير، وأنه يسحب توقيعه. وكتب «جمال الغيطاني» عموده بعنوان في صميم المسألة. وبدأت صفحة الحوار القومي بجريدة «الأهرام» في نشر التقارير العلمية أسبوعيا.
الخميس الخامس عشر من أبريل، نشرت مجلة «صباح الخير»، جامعة الطرابيش، ل «محمد الرفاعي»، ومجلة «القاهرة» في عدد شهر أبريل ملف «تقرير جامعي يخفي وجه نصر أبو زيد وراء قناع سلمان رشدي»، تضمن تقرير د. «محمود علي مكي» وتقرير د. «عوني عبد الرءوف »، وتقرير د. «عبد الصبور شاهين»، وتقرير مجلس قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، وتقرير مجلس كلية الآداب، ونص تصريحات «شاهين» في جامع «عمرو بن العاص» يوم الجمعة إثنين أبريل. يوم الجمعة نشرت جريدة «الشعب» تقرير د. محمد بلتاجي عميد «دار العلوم»، الذي قدمه لرئيس الجامعة عن كتاب «الإمام الشافعي» ل «نصر أبو زيد» وانتقاده للكتاب، اعتمادا على ما ذكره د. «عبد الصبور شاهين» في تقريره عن كتاب «الإمام الشافعي» فقط؛ لأن تخصصه هو الفقه. وأضاف إلى ذلك جهل «أبو زيد» بأبسط الأمور؛ لأنه لا يعرف أن «الشافعي» ولد بعد زوال حكم بني أمية؛ لأن النسخة التي اعتمد عليها لم يكن بها تصويب الأخطاء الذي قدمه «أبو زيد» للجنة الترقيات. إن «أبو زيد» يدعو للتحرر من سلطة النصوص التي تعني الكفر بما فيها من أحكام، والعداوة الشديدة لنصوص القرآن والسنة، والجهالات المتراكبة بموضوع الكتاب الفقهي.
Неизвестная страница