وحظي أبوبكر عند الصاحب بمكانة كبيرة، فأعطاه وأولاه، وقدّمه وآثره [٧٦]، وبلغ من المكانة عنده بحيث يكتب إليه أرجوزة يدعوه فيها أن ينادمه في عيد الفصح [٧٧] . ولا بدّ أن يكون من أسباب هذه الحظوة- فضلا عن الأدب- أنه- أعني أبابكر- كان «يتعصّب لآل بويه تعصّبا شديدا» [٧٨]، ولا يبعد أن يكون الصاحب قد أفاد منه في معرفة أخبار السامانيّين، ومعرفة أخبار صاحب جيشهم أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور [٧٩] . ولكنّ هذا لا يعني أن نصدّق أبا حيان في أنّ الصاحب قد اتخذه جاسوسا على ابن سيمجور مأجورا، فقد كانت هنالك أكثر من مصلحة مشتركة بين الصاحب وأبي بكر في إضعاف شأن السامانيين، منها ولاء أبي بكر للبويهيين وتعصبه لهم، ومنها أنّ الصاحب وأبابكر شيعيّان يهمّهما القضاء على خصمهما السّنّي ابن سيمجور [٨٠] . كلّ هذه المصالح تجعل أبابكر يمدّ الصاحب بما لديه من معلومات عن طيب خاطر دون أن يكون مكلّفا أو أجيرا، إذ هو يمدّه بهذه المعلومات عن هوى وعقيدة، لا سيما أن العصر عصر صراع مذهبيّ حادّ.
_________
[٧٦] ينظر السابق: ٧٧.
[٧٧] ينظر اليتيمة ٣: ٢٦٣.
[٧٨] السابق ٤: ٢٠٨.
[٧٩] ينظر المثالب: ٧٧.
[٨٠] مما يدل على مذهب ابن سيمجور وتعصبه على الشيعة رسالة أبي بكر في رسائله: ١٦٠- ١٧٢.
1 / 26
مقدمة الطبعة الثانية
تقديم
[مقدمة المؤلف]
باب ما يجري مجرى العظة والحكمة من كلام المولدين والإسلاميين
باب في المواعظ والأمثال
باب في الشتم للرجل والدعاء عليه
باب في مدح الرجل والشفقة عليه
باب في تناول المولدين واستعاراتهم
باب جماع آداب الأمثال في الهزل والمجون وما يجري مجراها في التخمين
باب آخر فيما يجري هذا المجرى من الهزل
باب آخر في الأعداد مما يدخل في الهزل
باب آخر من الهزل في الاستعارة
باب من الهزل في أمثال السؤال
باب «أفعل» من كذا
باب آخر من التشبيه في كأن وكأنما
باب [.....؟]
باب ما قيل في هذا الفن نظما
باب ما جاء من ذلك في القرآن فضربت به الأمثال
جماع أبواب الأمثال التي تفرد بها أهل بغداد:
باب لهم فيما يجري مجرى العظة والتمثيل يقولون في الرجل المجفو من إخوانه، وسلطانه، وأهله: