Амира Дхат Химма
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Жанры
إلا أنها لم تجد في النهاية بدا سوى الامتثال لما يراه أمير المؤمنين وكبار وزرائه، بعد أن قبل الأروام بالامتثال وفرض الجزية، ودفع خسائر الحرب كاملة غير منقوصة، وهكذا فرضت الهدنة عليها فرضا.
لكن ما إن نكست النصال، وعمت أفراح النصر الكبير مختلف الأقوام العربية والرومية، واستراح الجميع خلودا للسلم والاسترخاء، حتى اندلعت حرب جديدة أشد ضراوة ضد ذات الهمة وابنها عبد الوهاب.
إذ جدد عمها ظالم وابنه الحارث مطلبهما المؤجل، حول طرح قضية عبد الوهاب على حكماء الحجاز وبغداد لحسم الأمر ودون إبطاء، ودون إعطاء ذات الهمة الوقت الكافي لترطيب جراحها الثقيلة من أثر المعارك الضارية التي خاضتها.
ولم يجد أمير الحملة عبد الله بن سليم حجة يسوقها سوى ضرورة الامتثال لما اتفق عليه.
كما لم تجد ذات الهمة مهربا أمام إصرار الجميع على إعادة عبد الوهاب إلى مضارب الأهل، حتى أبيها مظلوم ساند أخاه ظالما وابنه، وزاد الطين بلة إصرار عبد الوهاب نفسه على الرحيل إلى مضارب الأهل في مكة والحجاز ونجد - المرية - وهو الذي ولد وترعرع في ساحات الحرب والجهاد والاغتراب بعيدا عن موطنه الحجاز.
وهكذا وجدتها ذات الهمة فرصة أجمعت عليها المشورة، فآثرت الرحيل عقب الانتهاء من تنظيم أمر البلاد المفتوحة، وشحن السبايا والآلاف من رءوس الأسرى وكنوز البلدان المفتوحة إلى عاصمة الخلافة. •••
ويوم الرحيل، استعدت المراكب والسفن المكدسة بالسبايا، والجنود الزائرين لأهاليهم، وثروات الحرب، وعينات الأسلحة الجديدة.
واعتلت هي وابنها عبد الوهاب وأبوها سفينتها.
والأمير عبد الله وابنه عمر، وظالم وابنه الحارث سفنهما.
وأقلعت المراكب العربية عائدة إلى مقر أمير المؤمنين، تسبقهم الأخبار بالنصر وفرض الجزية، فما إن دخلوا عاصمة الخلافة حتى فوجئوا بها مزدحمة كيوم الحشر بالآلاف المؤلفة التي قدمت من كل صوب لاستقبال ذات الهمة وابنها عبد الوهاب، محملين بالعروش والتيجان، ونفيس الجواهر والهدايا، وصفوف السبايا والأسرى.
Неизвестная страница