فقال: «هذا شعارنا منذ اليوم؛ هذا رأس القتيل المظلوم، فهيا أقسموا أن نكتم أمرنا، وأن ننتقم له ولمن قتل قبله.»
قال ذلك وأغلق الصندوق وهو جاث، فقرءوا الفاتحة معا، ثم أقسم كل منهم ليبذلن ماله ودمه للانتقام.
وقف بهزاد عقب الانتهاء من القسم، فأعاد الصندوق إلى موضعه وحمل المصباح وتقدم نحو جدران الطاق والسراج مرفوع بيده ليبدو ما على الحائط وقال: «أترون ما على هذا الجدار من الرسوم؟»
قالوا: «نرى كسرى أنو شروان يحاصر بجنده أنطاكية.»
فقال: «ألم يفتحها؟» قالوا: «بلى.»
قال: «ألم يكن أنو شروان عادلا؟» قالوا: «بلى.»
قال: «ألستم خلفاءه وأبناءه؟» قالوا: «بلى.»
قال: «ألم تنصروا هؤلاء العرب وتملكوهم رقاب الناس؟»
قالوا: «بلى.»
قال: «ألم يبذل أجدادكم أرواحهم ودماءهم وأبلوا بلاء الرجال في طاعة إمامهم الأول، فقتلوا على الشك وغدروا وخانوا رغبة في رفع منار تلك الدولة، فكيف كان جزاؤهم؟» فقالوا جميعا: «لقد جوزينا جزاء سنمار. رحم الله أبا مسلم.»
Неизвестная страница